شهد هذا الموسم معارك تنافسية درامية ساخنة ، بين اغلب الأعمال العربية الكبيرة ، التى قدمت للمشاهد العربي في أغلب القنوات الفضائية العربية المعروفه ، ومنها قناة mbc
التى استحوذت على اكبر قدر من المنتج الدرامي لهذا الموسم .
بقية الخبر أسفل الروابط التالية:
الأكثر قراءة:
«فأصبحت كالصريم» اكتشاف موقع أصحاب الجنة التي أحرقها الله عقاباً لأصحابها، شمال صنعاء اليمن -صور
المعنى الحقيقي والمقصود بكلمة (واضربوهن) في القرآن الكريم؟ (سقط الكذب)
أشخاص ملحدون وضعوا طفلهم فى زيت مغلي عند ولادته ليروا كيف سينقذه الله فجاءهم الرد كالصاعقة!! ستبكي
لا تتلف جهازك التناسلي .. تجنب هذا الخطأ الكارثي الذي يرتكبه الكثير
العثور على فنانة مصرية ميتة وهي ساجدة في الحرم النبوي الشريف -صور
تهز الوسط الفني.. القبض على فنانة شهيرة تمارس الرذيلة مع شاب على سرير زوجها المخرج
احذر وبشدة.. «القاتل الصامت» الموجود في كل المنازل ويدمر الدماغ.. لن تصدق ماهو
خطير للغاية.. خلايا الحوثي تصطاد قيادات الشرعية من الكباريهات وشقق السهرات في القاهرة بهذه الطريقة
لون لسانك يدل على هذه الأمراض في الجسم .. اكتشفها قبل أن تندم. تفقد حياتك
وجبة ما قبل الجماع.. د.هبة قطب تنصح بتناول هذه الأطعمة11
====================================
303
ليكون ضمن خارطة برامجها الرمضانية مسلسل " جعفر العمدة " ، الذي جسد بطولته النجم المصري العربي " محمد رمضان"
إلى جانب عدد من نجوم الدراما المصرية " هالة صدقي و زينه ، مي كساب ، منذر رياحنه ، احمد داش ،ايمان العاصي ... وغيرهم"
ومن تأليف وإخراج داهية فن الاخراج الدرامي " محمد سامي " .
هذا العمل الذي تدور احداثه الدرامية في فضاء شعبي "حي السيدة زينب " أحد أحياء مدينة القاهرة ، الذي نشأت فيه الأحداث و نمت وتتطورت منبثة من منزل " جعفر العمدة " الرجل الثري ، المتزوج من اربع نساء كل واحدة منهن من بيئة مختلفه عن الأخرى ، و يبدأ اول فعل درامي محرك للاحداث من المستشفى، حيث الزوجة الأولى أنجبت طفلا لجعفر العمدة ، و تأتي ضرتها بطريقة ماكرة غيوره بختطافه و اخفائه و تخفي معه ادوات الجريمة وكل الأدلة ، ومن هنا تنامت الحكاية و تطورت ، ليمتد زمن الحكاية عشرون عاما ، من و لادة الطفل واختافئه المفتعل ، حتى اكتشافه وعودته إلى حضن والدة جعفر العمدة ، خلال هذه الفترة الكبيرة برزت الأحداث و تسارعت وتشابكات عدة صراعات ، منها داخلية جثمت على قلب و تفكير جعفر الذي عاش الم فقدان ولده الوحيد و الجري في البحث عنه ، والصراع الخارجي ، الذي نشأ بين جعفر العمدة ، و أسرة فتح الله التى تحمل تراكمات من الشرور المتوارثة و المكتسبة، و هناك صراع ثالث بين الطبقة المخملية الثرية التى ترى أن العامة و الفقراء و الشعبويين مجرد جهلة و اغبياء و بؤرة الانحطاط السلوكي ، و الطبقة الوسطى والفقيرة التى ترى من طبقة الأثرياء أنهم مجرد لصوص و جبناء و التى يمثلها جعفر العمدة ، الذي استطاع هزيمتهم بلغة المال التي يتحدثون بها ، و أن يكسر هيبتهم في أكثر من موقف ، حتى أصبح البطل الشعبي الذي يجمع بين الثراء و الشجاعة و القيم الرصينة ، إلى جانب كونه الاب الجريح الذي يبحث عن فلذة كبدة في وسط مؤامرة كبيرة ، حيكت خيوطها من غرفه نومه عن طريق زوجته الغيوره الشريرة ، بالمحصلة نرى مجموعة احداث و حبكات تتقاطع مع بعضها احيانا و تتوازى احيانا اخرى و تتميز الحبكات الجانبية لهذا العمل أنها لا تغفل الحبكة الرئيسية و لا تبتعد عنها فجميعها في مسار واحد نحو الوصول إلى الثيمة الرئيسة و الذروة التى ينتظرها المشاهد و يتطلع للوصول إليها .
الاكتساح الجماهيري :
نجح العمل جماهيريا بصورة ملفته جدا ، لم يصل إلى هذا النجاح اي منتج درامي لهذا الموسم ، ووراء هذا النجاح جملة من الأسباب منها على سبيل المثال لا الحصر :
- النجم "محمد رمضان" العنصر الاقوى والفعال في نجاح العمل، كونه يتمتع بحضور ملفت رهيب ، محترف فن الشخصيات الرصينة التى تكمن قوتها في ثبات الملامح ، و تماسك الانفعال ، و الاقتصاد من الحركة و الثرثرة ، يتحدث للمشاهد بانفعاله الداخلي ، أكثر من الخطاب المباشر ،
كما يتقن الخفه الانتقال بخفه من انفعال نفسي إلى آخر ، إلى جانب ما يتمتع به من نجومية كبيرة لم يصل إليها اي نجم عربي .
القصة التى ولدت من الحارة الشعبية
بطلها رجل نبيل ثري تجده إلى جوار المساكين و المظلومين ، يتمتع بالقوة و الشهامة و المروة ، لا يجامل أو يداهن ذوي الثراء على حساب شخصيته و هيبته ، أو أحد من أفراد حارته الشعبية ، لذا تماهى معه المشاهد و مع شخصيته التى تمثل اغلب الشعوب في الوقت الراهن و الذين يتطلعون إلى وجود الفتوة العادل الذي ضاع في ألاوسط الشعبية ، وما زاد تعاطف المشاهد معه فقدانه لابنه الوحيد الذي الب عليه أحزانه التى لما يشاركه فيها أحد فقد أسرها في نفسه وأقنع من حوله أن ابنه قد مات و دفنه بيده فهو يطفئ حزن من حوله ليحمل حزنهم و يعيش عشرون سنه بحثا عن ابنه في حسره تجسدها عينين حزينتين و حشرجات الصدر التى تخرج في همهمات الكلام ، ايضا
"محمد رمضان " يختلف في جعفر العمدة عما قدمه من قبل وذلك من خلال التنوع النفسي المركب الذي اتقنه ، فهو الغيور على أسرته و أبناء ، حارته ، وهو العاشق الرومنسي الذي يجيد العزف على عواطف النساء ، و هو التاجر الذكي الناجح ، و هو المنتقم الذي لا ينسى ثأرة ولا يترك أحد أن يدوس له على طرف ، و هو العطوف العادل مع أبناء حارته ، وهو الشديد الحازم أمام أي خطأ ترتكبه زوجاته ، و هو المغرور أمام أهل التعالي و النفوذ ، وهو الغامض بحزنه و افكاره و نواياه ، شخصية مركبه تركيب نفسي غير طبيعي ورغم ذلك لعبها رمضان بحرفيه تامة .
وجود ثنائي قوي متميز ومبدع ، مثل محمد رمضان و محمد سامي في هذا العمل جعل للعمل صدى و ثقل كبير وكلاهما فارسان لا يشق لهم غيار في مجال الدراما ، كمل كلا منهم الاخر و استطاع المخرج أن يلبس نجومه شخصياتهم بحتراف متناغم جميل .
حمل هذا العمل مجمل من السلوكيات والممارسات التى يعيشها اغلب المجتمعات اليوم فكانت قريبه من المشاهد كالغيرة و الغدر و الخيانه و الظلم و المكر و الخداع و الاستعلاء الطبقي و التفكك الأسري و الأزمات الاقتصادية و انتشار الجريمة و الظلم الاجتماعي للمرأة ... وغيرها ، هذه الثيمات القريبة من الناس جعلت المتلقي يحب العمل و شخوصه .
الفنانة القديرة هالة صدقي حضور متميز ، كأننا لم نراها من قبل اضفت للعمل جو خاص ونكهه جميله لا يجيدها سواها ، أتقنت الدور و احبها الجمهور و أقنعت الجميع بدور الام ذات القلب الرحيم الطيب و النفوذ المسبوغ بالنكته والظرافه و الحزم احيانا و الحزن الذي يصافح القلوب احيانا اخرى ،
هالة صدقي هامة كبيرة أضافت للمسلسل الجمال والرونق البهي .
رغم أن الفكرة قديمة و تقليدية
الا ان محمد سامي استماع أن يبث فيها روح جديده لا تقارن بغيرها على مستوى النص و الرؤية الاخراجية.
بقلم الناقد و المخرج
صالح الصالح