مقولة للكاتب الأمريكي الساخر مارك توين تقول ” من أفضل أنواع المعرفة هي معرفة حدودك “ كيف فيمن لا يملكها وأعني على وجه الخصوص المعرفة التي تقود إلى الوعي، وأنا هنا أربط هذه المقولة بمفهوم الديمقراطية.
الديمقراطية تحتاج لشعب واعٍ ومعظم الشعوب العربية ليست مؤهلة بعد، بل أن محاولة ممارسة الديمقراطية فيها خلقت حالة من الفوضى الهدامة، لا أعني فترة زمنية معينة بل لم تكن مناسبة في يوم من الأيام.
للديمقراطية شكلان أساسيان يهتمان في تحقيق أرادة المواطنين ”المؤهلين“ وهل حقاً اعتمدت الديمقراطية في الساحة العربية على المؤهلين؛ لا اعتقد وأجزم أن الجميع يتفق معي.
يقول سقراط الرافض للديمقراطية والذي قُتل من خلالها ” هناك خير واحد وهو المعرفة وشر واحد وهو الجهل ".
لا يمكن تحقيق الديمقراطية دون وعي ولا يمكن تحقيق الوعي دون تعليم، سقراط كان قلقاً من السكان الغير متعلمين والمنقادين بسهولة.
وأشار افلاطون بأن الديمقراطية هي واحدة من المراحل الأخيرة في انحطاط الدولة المثالية، مرحلة رديئة جداً لدرجة أن الشعب سينتحب من أجل ديكتاتور لأنقاذهم منها، بمعني أن الديمقراطية في اعتقاده ستجلب الطغاة،
وأجزم هنا ايضاً أن الكثير يتفق مع افلاطون في ذلك، ولا اقصد على مستوى المنطقة العربية وحسب، بل على المستوى العالمي، ألا أن الغرب بعد الحرب العالمية الثانية أستطاعوا الحيلولة دون صعود الطغاة لسدة الحكم كما أنهم وضعوا قوانيين تحد من منح زعمائهم السلطات المطلقة التي قد ربما تجعل منهم طغاة.
في اعتقادي الشخصي أن البلد العربي الوحيد الذي استطاع ممارسة الديمقراطية بشكلها الفعلي هي تونس هذا أن شعبها واعٍ بما يكفي، وأرجح أن السبب في ذلك هو انفتاحهم الكبير على الغرب.