آخر الأخبار :

المبدعون وتظليل مواقع التواصل الاجتماعي

صدام كعبابي
صدام كعبابي
2019/10/25 الساعة 11:14 مساءً

يختلف كثيرون على تعريف الإبداع وأرى أن الابداع ما كان جديدا كليا في كينونته، وماليس مألوفاً بمضمونه، وهو في الغالب ليس ابتكاراً لشكل جديد من الاشكال وإنما تجديد لما هو موجود.

ويرتبط هذا التطور بتطور الفكر الإنساني ويتأثر المبدع بالمحيط الذي يحيا به، وبأمهات الكتب التي أطلع عليها، وقد يتحول هذا التأثر إلى سياج يحيط بإبداع المبدع فيصبح إبداعاً ميتاً ليس فيه روح، ولا يحرك الحس الإنساني
” المتلقي “ وبالتالي يفقد أثره ورسالته. 

والمشكلة الحقيقة التي تواجه الإبداع في بلادنا والكثير من البلدان العربية، هو تعصب المتعصبين للماضي أو لما هو متاح وموجود، وهم بذلك ايضاً داخل السياج الذي تحدثت عنه، لا يمكنهم رؤية أكثر من حدود المكان ولا يدركون ماهية الزمان الذي يحيون فيه لأنهم لا يملكونه.

أما عن الإشكاليات التي تواجه المبدعين فليس فقط في عدم الإهتمام، إنما أكثر من ذلك عدم النظر إلى إبداعهم وتحاشيه، واستخدمت هذه اللفظة، لأن التحاشي هو لما قد يمكن أن يسلب منك اهتمامك رغماً عنك..
وكلامي هذا قد يثير حفيظة البعض إذ أن المبدعين ليسوا في واجهة الواقع إلا قلة، خاصة في وجود مواقع التواصل الاجتماعي وحالة التضليل الكبير الذي أحدثته.

وفي هذا الجانب أتفق تماماً مع كلام أدونيس الذي يقول: 
” أكبر أكذوبة فنية الشيء الذي يسمونه الجمهور، فنياً لا معنى له، وأنا أقيس تدني الشاعر بمدى جماهيريته؛ بعدد ما يكون عنده جماهير سيكون دليل بالنسبة لي على تدني شعره.
نزار قباني جماهيره حجاب كبير على شعره، وجماهير نزار قباني لا تحب الجميل في شعره، وإنما تحب المبتذل والعام والمشترك.
وهذا الشيء ينطبق على محمود درويش، وعلى جميع الشعراء وعليَ.
وإن الجمهور لا يحب إلا المبتذل والسطحي، والعام والمشترك، والذي لا معنى له في الأخير، ولا قيمة له “
ويقول محمود درويش ايضاً  ”على الشاعر عدم البحث عن جمهور إنما عن قراء “.. 

وأنا أجزم أنه في الوقت الذي سيتم فيه الاهتمام بالمبدعين ستكون بداية التغيير وبداية نهضة ليس فقط في الشأن الثقافي إنما في جميع جوانب الحياة،
فالمبدع قد يكون مثقفاً أو معلماً أو فناناً أو سياسياً أو مهندساً..

والاهتمام بهم يكون في الإيمان بإبداعهم وبما يقدمونه من رسالة وهذا وحده سيأتي بكل شيء آخر.