فضيحة جديدة للمليشيات الانقلابية .. وهذا ما حدث بالضبط , فأثناء مقابلة مهدي المشاط ومحمد علي الحوثي لمارتن غريفيث مؤخرا في صنعاء , طرح الأخير أمامهم موضوع أحكام الاعدام التي اصدرتها محكمتهم الجزائية ضد 30 شخصا , غالبيتهم ينتمون لحزب الإصلاح .. فطلبوا منه تأجيل ذلك الى نهاية اللقاء بزعم وجود نقطة ومسألة حساسة ومرهفة أهم من الإعدامات وازهاق الأرواح , هي استبدال المعونات الغذائية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي بأموال نقدية تصرف تحت اشرافهم !! .. في جرأة عجيبة مخزية قبل ان يجف حبر تقارير اللجنة الاممية التي ادانتهم قبل شهرين باختلاس وسرقة المعونات الانسانية طيلة 3 سنوات وبيعها , وتقديم كشوفات مزورة بأسماء المستلمين .. وهي واقعة لجريمة مدوية فاضحة تسببت بتجميد برنامج الغذاء العالمي صرف المعونات للمحتاجين في مناطق سيطرتهم ... ويتكشف من واقعة المقايضة الجديدة التي يتبنونها , أن الحوثيين يعانون من ركود وبطىء حركة ومردود بيع المعونات السابقة في الاسواق , وما يسببه لهم كذلك تقاسم المشرفين لها من حالات تربص وانتقامات بينية الى درجة سفك دمائهم في الشوارع أمام الإشهاد ..
أما إذا تحققت لهم امنية ونظرية ( الزلط بدل الغذاء) فسيحصرون الفتك ببعضهم في صفوة البطون المسيطرة فقط , بين مكتب عبدالملك , ومهدي المشاط , وأبو علي الحاكم , ومحمد الحوثي.
وبحسب تغريدة لاحقة للأخير وعدهم مولاهم الحبيب غريفيث عليه السلام بالنظر في إمكانية صرف نسبة معينة محدودة من المعونات اللاحقة نقدا .. على أن يقوموا أولا بتوزيع الاغذية المخزونة لديهم قبل تسوس القمح والدقيق بالفعل ..
لكن وعود غريفيث وكرمه المتوقع ب(الزلط) قد تتبخر ليقينه أنهم قد اذلوه واخضعوه للابتزاز الرخيص والمساومة ..
وكانت تقارير لجنة المواصفات والمقاييس التي قدموها من طرف واحد بعدم صلاحية المعونات للاستهلاك الآدمي والحيواني مجرد حيلة خبيثة منهم لاخلاء مسؤوليتهم مقدما أمام الهيئات الدولية , مع احتمال تعرضها للتلف الحقيقي مع مرور الوقت والمماطلة والتسويف .. وفعلا اضطر ذلك غريفيث للرضوخ واقناع برنامج الغذاء العالمي بصرف دفعة الاغذية المهددة بالتلف في مخازنهم , عبر آلية النهب الحوثية القديمة نفسها , ولكن لمرة واحدة واخيرة قبل فرض تطبيق نظام الصرف بالبصمة الشخصية للمستفيدين ..
ولأنها الغنيمة والوجبة الاممية الأخيرة انتظروا ايضا مشاهدة شوية بهارات وبعض أكشن التراجيديا المرعبة, وفيلم المفاصلة بين رؤوس اصحاب المسيرة البردقانية.
وكما قال غريفيث في احاطته الأخيرة إنه يطلب الرأفة بال30 محكوما بالإعدام الذين يتمتعون بحق استئناف الأحكام .. ونحن ندعو الله أن تتلطف القيادات الحوثية وترأف ببعضها في مجزرة وشيكة قد تقع بينها لا سمح الله بسبب التهافت والهلع على كم كيلو غرام من الدقيق والحبوب المسوسة راح ضحيتها العشرات منهم من قبل.