رسالة إلى وزير حوثي .. نساء تعز وصنعاء خط أحمر !!

عبدالفتاح الحكيمي
عبدالفتاح الحكيمي
2019/07/06 الساعة 12:22 مساءً

 

في خضم حرب صعدة الثانية بين قوات الرئيس صالح والحوثيين عام 2005 م كتبت عن محاولات اغتصاب النساء على ايدي بعض عساكر السلطة .. اتصلت بي توكل كرمان ليلتها من صنعاء للتأكد من صحة ما ذكرته في صحيفة الشورى وعن مصدر معلوماتي ,  وتملصت من ذكر مصدر المعلومة لأنه  كان في  الحقيقة أحد اصهار حسين بدر الدين الحوثي .. وفعلا قال لي الرجل في مقيل خاص بصنعاء , ( إنه بعد وصول أفراد من الحرس الجمهوري الى جرف سلمان في مران لاستلام جثة حسين الحوثي بعد مقتله , حاول بعضهم سحب بعض نسائه وقريباته   وهزرهن واقتيادهن بالقوة  من الجرف باعتبارهن سبايا خصوصا بعد صدور فتاوى غوغائية  باعتبار الحوثيين كفارا مباحة  أموالهم ونسائهم).
 .. وفي مقابلة صحافية لاحقة أجريت مع أبرز القادة الحوثيين  الميدانيين قال حسين اللسامي : أنني لم أكن أفكر بالمشاركة  بالمعركة ضد قوات صالح  في الحرب الثانية  والانتقال مع  افرادي من ذمار الى صعدة لولا كتابات عبدالفتاح الحكيمي  ).
وبحسب اخلاقيات الصحافة وتقاليد المهنة ليس للاستاذة توكل كرمان او غيرها أن تسألني اليوم  ايضا  عن إسم الشخص( المصدر) الذي أكد لي أيضا إن ضباطا من الحرس الجمهوري  هم الذين تصدوا لزملائهم ومنعوهم من التمادي في اختطاف وسبي النسوة.
تلك المقالة التي قصمت ظهر البعير ,   فوجه الرئيس  صالح النائب العام بعدها  بمحاكمتي مباشرة  , وعزلني من منصب نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة 14اكتوبر للصحافة الذي عينني فيه بقرار جمهوري اصدره بعد اعتذاري له  عن شغل منصب آخر أعلى عرضه  علي .. ثم لاحقني بعد ذلك بفترة قبيل الانتخابات الرئاسية 2006 م ووجه صهره مدير أمن عدن عبدالله قيران بسحب السيارة الحكومية المصروفة لي.
أتذكر كل  ذلك الآن بغرابة شديدة  وأنه كيف غلبتنا  الغيرة  والحمية في تلك الحروب  على  الغريب  قبل الحبيب والقريب ,  فأنا  امسك على وجهي خجلا  حين أقرأ هذه  الايام  حملة الإفك الحوثية الكثيفة في منشورات مصممة لتشويه سمعة واخلاق  نساء  وحرائر  تعز ,  والتهديد  بكل   وقاحة وابتذال في مواقع التواصل الاجتماعي بالكشف  عن  أسماء زوجات المسؤولين الكبار بدءا من المحافظ  ووكلائه والمدراء   ونشر صورهن  الشخصية  ومعلومات وسير شخصية  عن  كل واحدة للتشهير بها وحياتها  من الطفولة الى المدرسة والحارة والجامعة .. وكلها أساليب ابتزاز رخيصة واطئة مفتعلة  اخترعها الحوثة  بزعم  الضغط على المسؤولين   للتسريع  بنظافة المدينة والخدمات .. ولم يقولوا إن تعز انهكت الحوثيين وكسرت شوكتهم ومرغتهم بكبريائها .
ومن حق الناس  الشرشحة  بمحافظ تعز او غيره إزاء   التقصير  او  اهمال  الوظيفة والواجب , وانشروا  ما بحوزتكم من وثائق وادلة إدانة ان وجدت  وحتى تظاهروا  أيضا , لكن التجاوز الى  نهش الكرامة الشخصية وانتهاك الأعراض والطعن في شرف  وعفة زوجات ونساء الخصوم ,  فعلامة شاهدة على  انتفاء الحجة  وغياب الدليل  من اناس تافهين فقدوا الإحساس بكرامتهم الشخصية. 
فما دخل   نساء مسؤولي تعز العفيفات او غيرهن بما يفعله ازواجهن , وهل تؤاخذ  امرأة فرعون بما فعله زوجها  من كبائر.??.
لا غرابة أن تكون تلك لغة  واخلاقيات  الذين شكلوا مؤخرا شبكة دعارة نسائية في صنعاء لاغواء وزراء وقادة الشرعية وملاحقتهم الى الخارج  والتجسس حتى على من يشكون بولائهم من المنتمين اليهم .. ويكفي  فيديو الاعتراف الذي ظهرت فيه احدى المنتميات لمناطق سيطرة الحوثي وهي  تعلن ندمها  عن الانزلاق  إلى هاوية الانحراف والضلال تحت ظروف  قهر الحاجة والفقر , وروت باسهاب الطرق والأساليب الاستخبارية التي ينتهجها الحوثة في توظيف وتدريب  النساء وترتيب اسفارهن وتنقلاتهن   الى الخارج  للإيقاع بالضحايا  وحسم  معركتهم ولو عن  طريق  الدعارة تحت لواء المسيرة الشيطانية ... وتكشف لهجة   المرأة  ولكنتها انحدارها من مناطق اليمن الاعلى .. فالذي لا يتورع  عن  الزج بقريباته الى هذا الطريق  لن يتردد في رمي  نساء وبنات الآخرين بكل مفسدة .
 واليوم وجهت  رسالة شخصية بالواتس اب   الى وزير حوثي  معروف  بشأن حملة الافتراء والبهتان ألتي لا تستهدف الطعن الظالم  في سمعة  نساء وزوجات مسؤولي تعز وحدهن بل تتعدى ذلك إلى الطعن  بقيم وأخلاقيات وكرامة ودين اليمنيين دون تمييز .
وندعو أيضا الى حملة تضامن وطنية  ودولية  واسعة  لإنقاذ  وحماية شرف وكرامة واعراض اخواتنا في صنعاء  وغيرهن ممن يتعرضن للمتاجرة والامتهان  بطريقة رسمية  ومنظمة من خلال  استغلال وتوظيف سلطات الحوثيين لمعاناتهن وحاجاتهن الإنسانية , وتقديم ملفات موثقة بذلك لكل الهيئات والمؤسسات الدولية المعنية بجريمة الاتجار بالبشر. 

 ** وهذا  هو  نص رسالتي الى الوزير الحوثي كالتالي :
 (( اخي الوزير (--------) هل المنشور   الذي قمتم بتعميمه على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية للنيل من سمعة نساء وحرائر تعز هو  نموذج   من أخلاق أصحاب المسيرة القرآنية ?  .. العيب  والعار  كله  على من يقوم بتعميم ونشر مثل هذه السفالات .. فإذا كان كاتب المنشور شخصية حقيقية غير وهمية فالخزي والعار أكثر على من ينشر ويعمم هذه القذارة من المتطهرين.
شرشحوا بمحافظ تعز وكل رجل مسؤول فيها واكشفوا سؤاتهم  للناس   , أما  التعرض الرخيص  لنساء ليس لهن علاقة بادارة المحافظة , فإنكم تقبلون بذلك على اخواتكم وزوجاتكم أيضا  . . اخجلوا قليلا.
فهل لنا معاقبة  امرأة فرعون بكبائر زوجها  نفسه.
هذا منشور مدسوس   ومبتذل  منكم  لا يخدم موضوع النظافة في تعز بل يخدم مسؤولي المحافظة أنفسهم  ويكسبهم التعاطف , لأن الناس في أي منطقة يمنية يعتبرون النساء رمز عزتهم وكرامتهم , الا الذين يفتقدون منهم إلى  الكرامة والرجولة والشرف !!.
وفوق ذلك أيضا تناشدون  بتعميم المنشور ..  فهل أنتم أخي الوزير المتدين جدا  مع  ( الذين يحبون أن تشيع الفاحشة) ??.
يا ترى لو أن هذا المنشور كان يقصد به نساء أمين العاصمة والوكلاء وغيرهم من التابعين لكم  هل ترضون به .. والله ولا نحن سنرضى لكم ,  لأن الموضوع يتجاوز الحزبية والطائفية والمناطقية.. إنه من الدين ومكارم الاخلاق.
كفوا أيديكم عن نساء تعز وغيرهن , إنه خط أحمر سوف تكتوون بشرارته ونيرانه )).