هل سمعتم عن الرؤية الوطنية لما يسمى( بناء الدولة اليمنية الحديثة) , انصحكم بشراء نظارات خاصة تمكنكم من رؤية هذه( الرغية) , أو أقل شيء شراء سماعات اذن , وهي شعارات طنانة حالية مثل السكر , ظهرت مؤخرا باسم مهدي المشاط رئيس مجلس الحوثيين السياسي الاعلى .. واضح إنه أصدرها من إحدى البدرومات التي يختبئ فيها منذ مطاردة الطيران السعودي له في مكتب الرئاسة , أما الشخص الذي قام بتأليف وتلحين وتوزيع هذه(الرغية) على ما يبدو انه زميلنا الاستاذ مستشار المجلس احمد الحبيشي قدس الله سره , فلم يبق في صنعاء من المنظرين المحترفين إلا هو يقدم الرقيات الشافية للمتخلفين عقليا , وهو ضليع في التنظير وحتى الكشف بالمناظير وكل شيء يحتاج إلى توسيع حدقة العين ويساعد على رؤية ما لا يمكن مشاهدته بالعين المجردة , ويعرف هشاشة وضحالة من يتعامل معهم من الزبائن , وكان قد قدمها من قبل للرئيس صالح ومن قبله للاشتراكيين والبعث والناصريين وغيرهم , فهي رغية صالحة لكل زمان ومكان , وهي آخر فأر في جيب الحاوي , نقترح على الشرعية ايضا تبنيها واقتناء نسخة منها.
وهكذا كل يوم صرعة جديدة , رؤية ومبادرة تخرج لنا من كهوف عبدالملك في صعدة لحل القضية الفلسطينية او رؤية قرآنية لمعالجة مشكلة الطقس البارد والأنفلونزا , ومبادرات وطنية اخرى تنكع من بدرومات مهدي المشاط ومحمد علي الحوثي في صنعاء ..
حتى الامم المتحدة لم تسلم من حمى وسخونة مبادرات الحوثيين فهم يعلنون عن مبادرات انسحاب عسكري من طرف وشق واحد في الحديدة ليعودوا بملابس مدنية بسبب حر الصيف وعدم ملاءمة طقس الحديدة للزي العسكري الحار جدا .. وهي أفضل مبادرة كونها تعتمد على قياس درجة الحرارة ورطوبة الجو والملوحة.
أما المبادرة الاستراتيجية الباليستية لتسليم رواتب الموظفين فهي إعجاز كبير وضخم لأنها تترك لهم استمرار حرية العبث وتقاسم فوارق أسعار الغاز والنفط وإيرادات وضرائب وعائدات صنعاء وذمار واب وعمران وصعدة وباقي مناطق سيطرتهم في مقابل أن يحصلوا أيضا على حصة كبيرة من إيرادات موانىء الحديدة لحشد المزيد من المقاتلين تحت غطاء(رواتب الموظفين).
ولكن لاحظوا أنهم قالوا عن شعارات المشاط (رؤية وطنية) ولم يقولوا( سلالية) ربما لأنهم قد ابادوا معظم أبناء السلالة في معاركهم العبثية !!.
لا يفرقون بين الرؤيا والرؤية , والفنجلة والبهررة والكوابيس .. وإذا سمعت المخربين يتحدثون عن البناء والإصلاح فاعلم أنهم يدبرون لمؤامرات تخريبية جديدة أسوأ من قبلها.
وإذا لم تعجبكم المبادرات الوطنية والمحاضرات الكهوفية فاذهبوا الى البديل مباشرة وهي المظاهرات الشعبية الراقصة على مدار الساعة واليوم والاسبوع فهي تغنيكم عن الأكل والشرب والصحة والتعليم والغاز المنزلي والأمن والخدمات , وترتقي بكم الى مصاف الملائكة النورانيين الذين لا يأكلون ولا يشربون ولا يقتلون اولادهم خشية املاق , وتجعل كل قوى العدوان حائرة أمام هذا الصموط الأسطوري لشعب لم يتبق منه سوى الهيكل العظمي .
وعظم الله اجرنا في هذا المصاب الجلل , ولا ارانا الله ولا اراكم مثل هذه الرؤى والكوابيس المفزعة.
وكما تنصح الكاتبة رند الاديمي أيضا إنه لم يتبق للوطن من شيء جميل سوى مبادرات ومحاضرات السيد والمظاهرات او الرؤية الوطنية الهوشلية لزعيم البدرومات مهدي المشاط .. ونقول( عضوا عليها بالنواجذ) , فمن مشنقة الى مشنقة فرج !!.