الضجيج المفاجئ الذي افتعله ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام في تغريدته الأخيرة ضد المنظمات الإنسانية الدولية واتهامها بالتجسس وتقديم احداثيات للعدوان هو رد فعل طبيعي متوقع بعد قرار برنامج الغذاء العالمي استثناء الحوثيين من الإشراف على توزيع المعونات الغذائية للمواطنين .
وكشفت تقارير ميدانية سابقة عدم وصول المعونات الى المستحقين , عدا كميات ضئيلة تصرف للموالين لهم ثم قيامهم ببيع الجزء الأكبر منها في الأسواق لدعم المجهود الحربي وتقاسم القيادات لجزء من عائدات الأموال.
والذريعة الأخرى التي يسوقونها هذه المرة إن المعونات الإنسانية أيضا غير صالحة للاستهلاك الآدمي , فمنعوا تفريغ بواخر القمح والسكر وزيت الطهي في ميناء الحديدة ..
وطوال أكثر من أربع سنوات لم يعترض الحوثيون على اي كمية من الحبوب التي استلموها وبعضها كان تالفا لا يصلح للاستهلاك الآدمي , ولم يشركوا حتى الإدارة العامة للمواصفات والمقاييس والجودة في أي رقابة ولو شكلية على الحبوب والدقيق , وهذه حجة على نغمتهم المتباكية الجديدة الرافضة لمعونات الجواسيس وعملاء العدوان !!.
وعلى الفقراء والمعوزين الصبر على مجاعتهم وحاجاتهم وربط البطون , حتى لا يتهموا هم أيضا بالتجسس ومولاة العدوان وتقديم احداثيات للقوى المضادة.
والفضائح تتوالى , ففي الشهر الماضي فوجئ المعلمون عند توزيع المساعدات النقدية المقدمة عبر اليونسكو باستقطاع مبالغ ضخمة من مستحقاتهم , والسبب هي وشاية الحوثيين في مناطق سيطرتهم وتقديمهم معلومات وتقارير رسمية مزيفة لممثل اليونسكوحول عدم التزام المعلمين بالدوام المدرسي .. وبرر ممثل المنظمة للمتضررين من الاستقطاعات بتلقيه معلومات بذلك من وزارة وإدارات التربية التي يشرف عليها الحوثيون.. فيما أنكروا هم تقديم اي احداثيات او معلومات خاصة بمجزرة معيشية مقززة بحق المعلمين.
والخلفية وراء هذه البشاعة إن 95% من المعلمين في تلك المناطق لا ينتمون للحوثيين او يناصرونهم , بينما استلم المعلمون المقربون منهم كامل مبلغ الإعانة عدا ونقدا .
لكن الصفعة المدوية التي تلقاها السلاليون كانت عندما رفض مندوب اليونسكو تسليمهم أكثر من مليار ريال من الاستقطاعات على المعلمين التي ظنوا أنهم سيحصلون عليها بعد ذلك نظير الإحداثيات ! !.
وستظهر تغريدات قيادات حوثية بعد ذلك تطالب بمنع الهواء واشعة الشمس عن المواطنين ما دامهم لا يحصلون منها على مغانم وأموال وعطايا.
وليذهب كل الشعب الى الجحيم ما دامه لا يفقه في مداخل ومخارج المجهود الحربي.