في الغربة نلاحظ مدى تكاتف وتعاضد بقية الجنسيات مع بعضهم كل الجنسيات الأخرى التي تجمعها الجغرافيا وعلم الدولة.
ماذا عنا نحن اليمنيون؟!!
ترك لنا تاريخنا العريق من حروب قبائلية ومشاحنات ودويلات إرثا عميقا من قابلية مهولة لتقسيم المقسم ومناطقية وعنصرية ممزوجة في دمائنا؛ تنافر وخصال عجيبة.
لماذا نستنكر أطماع الآخرين في أرضنا وخيراتها ونحن نعامل وطننا كسجن ينبغي الفرار منه وتركه للغير.
ينهبون تراثنا وتاريخنا لأنه بلا صاحب فعلا.
غلبت على الجميع مصالحهم الشخصية ونسوا مصلحة الوطن العلياء التي هي في الأصل مصلحة الكل وليس الفرد.
نحن بحاجة أن نحب بلدنا الذي يجمعنا والوطن هو الإنسان!
الإنسان هو الوطن وليس الأرض فقط. لكننا لا نحب بعضنا. تمتلئ قلوبنا بأحقاد أكبر من مساحة أرضنا وأعمق من حضارتنا وتاريخنا.
نحن شعب قلوبهم شتى واليهودة فينا أصول وليست ديانة عابرة.
أعرف أن كلامي قاس جدا ولن يعجب الكثير. لكنها الحقيقة المرّة التي نخفيها جيداً خلف مئزر أصل العرب.
وتعالوا نرى خير مثال لما أقصده فكرة الأحزاب التي اختلقها البشر من أجل التنافس الشريف للنهوض بالدول. بالنسبة لنا لم تأت الأحزاب سوى بالشحناء والبغضاء نتوارثها بلا ذنب ولا سبب. وفي نهاية الأمر تسابقت قيادات الأحزاب لبيع البلد والترزق من خيانته.
ليست النخب التي تمد يدها لكل من يدفع فقط؛ فهذه النخب لو أتت بدلا منها نخب أخرى ستحذو حذوها. وتتبع من يدفع وأسوأ الاتباع والمرتزقة هم اتباع السيء عبدو؛ لا ربحوا دينا ولا دنيا. فهم عبيد العبد.
الحقيقة إن اليمن صورة مصغرة ليوم القيامة تجسدت فيها مقولة نفسي نفسي.
وإذا كانت النخب تصنع قوارب نجاتها من حطام سفينة الوطن فمن تبقى يصعد ويعلو على كاهل غيره في استماتة لإغراقه.
لم نرتق إلى مرتبة الشعوب التي تعشق أوطانها ..
أو حتى نزلنا إلى مرتبة الحشرات النافعة التي إذا حلت نكبة بمجتمعاتها تتحد للتصدي لها.
نحن لا نشبه سوى البكتريا الضارة.
انقسامات تتلوها انقسامات حتى نتلاشى ونفنى.