المعمورة من طرفها إلى طرفها تعيش حالة استقرار معيشية ورفاهية وتنمية واختراعات وابتكارات وتكنولوجيا وتقنية معلومات وأبحاث عملية تتطور يوما بعد يوم، إلا منطقة وأارضي العرب والمسلمين التي تعيش حالة الحروب والاقتتال وكلما تم إخماد فتنة ظهرت عشر أخريات، فلا تمر سنوات بسيطة إلا وحدثت نثرة شغلت العرب سنوات أو ردحا من الزمن.
هذه الحالة التي يعيشها شعوب العالم وحكوماتها من أمن واستقرار وسكينة وهدوء، ولم يعرفوا منذ عشرات السنين وربما قرن من الزمن أية حروب أو صراعات مطلقا،ولم يسجلوا حتى حوادث الطعن بالسكين إلا نادرا، ولم نسمع أن المنظمة العالمية والدولية " الأمم المتحدة" ومجلس أمنها ومنظماتها المتفرعة منها بأنها تشعر بأي نوع من أنواع القلق تجاهها دول أوروبا أو أمريكا، ولم تطلب من حكوماتها وأطرافها ضبط النفس.
كل الصراعات والحروب والمشاكل والتناحر محصور في المنطقة العربية تحديدا وبعض الدول الإسلامية فقط، وهو أمر محير جدا أن تنحصر هذه الصراعات في منطقتنا العربية، ومنذ أربعينيات القرن الماضي والعرب والمسلمين في صراعات وحروب وقتال وتناحر لا تبقي ولا تذر ،ليس ضد عدوان أجنبي بل فيما بينهم حكرا وحصرا ،والأمم المتحدة دائما من مشاكل العرب في حالة قلق مستمر وتدعوهم لضبط النفس .
حروب العرب وقتالهم ليست 40 يوما كما الحرب العالمية الأول والثانية ، ولكن تعمر من السنوات عتيا، فمثلا القضية الفلسطينية التي بلغ عمرها سبعون عاما ونيف ،ولم تصل الأمم المتحدة إلى حل لها حتى اليوم، وكل القضايا العربية من مشكلة العراق وليبيا وتونس وسوريا والجولان ومزارع شبعه اللبنانية والأزمة اليمنية والجزر الأماراتية المحتلة إيرانيا وقضية سيناء والصومال وأثيوبيا ودافور وجنوب السودان ومؤخرا الصراع السوداني الذين دخلوا حلبة الصراع ..
الأمم المتحدة "عاقل وشيخ العرب " أنشئت منظمتها خصيصا للعرب من أجل أن تحل مشاكلها ، وتتدخل إنسانيا وأخلاقيا وتؤي المشردين والهاربين والنازحين من ويلات الحرب البينية بين العرب وليست ضد عدو خارجي غزاهم أو احتل بلادهم ونهب ثرواتهم ، والمصيبة أن هذه المنظمة لم تحل أو انهت أي قضية أو صراع عربي منذ إنشاؤها في أربعينيات القرن الماضي وحتى اليوم، لكنها تؤجج الصراع وتسوق إلينا وللمتناحرين مشاعرها الفيضة بالقلق والخوف والشجن لمستوى الصراع والاقتتال، ودائما تدعو الأطراف إلى ضبط النفس وإيقاف إطلاق النار والعودة إلى الحوار،وتدعو إلى جانب ذلك بتقديم المساعدات الإنسانية للنازحين والهاربين من جحيم الحرب وأزيز الرصاص، ويشتغل لديها أيضا مقياس الجوع والفقر وانهيار الخدمات الصحية ومياه الشرب ومنظومة الكهرباء ونفاد مخزون الطعام عند مواطني الصراع ..وبس .. وبس.
هل علمتم يوما ما أن هذه المنظمة حلحلت مشكلة ما للعرب، بل على العكس هي السبب بتأجيج الحرب واستمرارها لسنوات ليستمر تمويلها وفسادها من معاناة الشعوب العربية باسم الإنسانية والحقوق الضائعة أصلا بين المتصارعين ومصالح الأمم المتحدة ومن يديرها.
إذا انتهت صراعات ومشاكل المنطقة العربية ورجع للعرب عقولهم .. أو خسف الله بهم الأرض.. هل سيبقى للأمن المتحدة عمل أو قلق؟ .. اعتقد أن الإجابة معروفة ومحسومة سلفا، أن منظمة الأمم المتحدة ستنتهي وتغلق أبوابها ولن نسمع عنها إلا حين تحتفل بعيد ميلادها وتأسيسها،واعتقد أن الصلد والصدى سيأكل أبوابها وحيطانها وموظفيها سيأكل أجسادهم كتم قلقهم ومشاعرهم ،وسوف يصابون بأمراض مختلفة أهمها الانفصام والشلل الجسدي، وربما تموت هذه المنظمة الكذابة، لأنها لن تجد أي عمل أو صراع ،لأن كل الشعوب تعيش حالة الاستقرار والسباق في العلوم والتكنولوجيا وخدمة البشرية واتحافها بكل جديد على مدى الساعة ويكون العرب خسف بهم الله ولا يوجد من يشغل البشرية بمشاكلهم.
نكرر أن ما حدث للعرب منذ 2011 وحتى اليوم هو تدمير لاقتصاد وسلاح الشعوب العربية وبنيتهم التحتية وإعادتهم عشرات السنين إلى الوراء ،وليظلوا شقاة لحكومات الغرب، يدمرون أوطانهم وممتلكاتهم بأيديهم ثم يعودون يشترون حاجياتهم وإعادة إعمار بنيتهم من أموالهم ومقدراتهم من شركات الغرب المنتجة، وهكذا دواليك ،لأن عقول وعقليات العرب عدائية لبعضهم البعض وعندما يتناحرون يتدخل الغرب لامتصاصهم ونهب ثرواتهم ليعودوا من جديد لترتيب وضعهم وجيوبهم لامتصاصها من قبل الدول الغربية وبعصى الأمم المتحدة .. ولا عزاء.