اليوم.. أترك لقلبي القياد
وأمضي بمشاعري قدماً..
في مسافات الطريق
عينان ثرثارتان
وأنثى ملهمة
وعلى جانبيه تتساقط
اللغة عناقيد ناضجة وشهية.
غداً..
سألمع حروف اسمها
واحداً واحداً
وأكتب لها قصيدةً أولى..
سأحرص على أن تكون قصيدة
بمزاج كائنين أربعينيين
لم يفتهما شيء بعد..
كائنين ما يزال قلباهما
فارغين لبعضهما..
الأربعينيون وحدهم
من يعلمون جيداً
كيف ومن أين
تؤكل كتف الأشواق..
يعرفون أين تكمن الملاذات
والملذات..
وكيف تهطل من العيون
التماعات الشعراء الأذكياء..
الأربعينيون هم مهبط
وحي الخيال...
ذلك الخيال القادر على
رسم لوحة فانتازية حديثة
بقليل من الطين..
وحدهم القادرون على الكتابة
دون استخدام القلم الرصاص.
وحدهم المولعون دائماً
بالتجريب والتجريد..
ومقارعة مدارس وأساليب النقد..
واقتحام متاريسه الكامنة..
وحدهم الأربعينيون
لا يحتاجون إلى ساعة أو تقويم..
يأتون الوقت من جهاته الأربعين..
يحاصرونه ثم يعاجلونه
بمغامراتهم..
إنهم ناضجون بما يكفي
لأن تفتح السموات أبوابها
لأدعيتهم المستجابة
وأن يصَّعدوا
إلى مدى لا تحيط به حدود..
الأربعينيون أطفال بقلوب
ورؤوس كبيرة تتسع
لكل جموح يدعيه التخيل..
حين يتعانق اثنان منهم
يتحولان
إلى كرمة مثقلة بالعناقيد....
وها هي العناقيد
تتساقط شعراً وعشقاً
ونضجاً على جانبي الطريق.
#فواصلي