سبتمبر الثورة والجمهورية.. لا يمكن إلغاؤها!!! 

عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش
2022/10/17 الساعة 03:20 مساءً

 

 

احتفل الناس هذا العام ببلوغ ثورتهم عامها الستين بصورة مختلفة عن كل عام… والسبب الأساس أن خطابا تتشكل معالمه وممارسة في الواقع يعملان بكل مايستطيعان عليه لالغائها!!! 
أي ثورة تمثل قناعة الناس من الطرف للطرف لا يمكن الغاؤها بدليل أن من يسعى لإلغائها يحاول اعادة الزمن الذي كان قبل 1400 عام!!! 
نحن جيل الثورة نقبل ذلك الزمن ولكن بشروط زمن الذكاء الاصطناعي وليس زمن الإبل وللكعبة رب يحميها!!! 
هنا من يقول ان فعلا يخص فئة في المجتمع يصحح مسار ثورة!!! 
الثورة فعل جمعي تعبيرا عن قناعة شعب، وأي فعل لأي فئة او طائفة او مذهب فيخص اصحابه لان لا رؤية وطنية تحكمه وتقود هداه الى الامام… 
اذا اغلقنا عيوننا عما هي قواعد علمية متعارف عليها وقلنا لنرى ماعندهم، فماذا نرى وقد خرج من الجعبة :
خطاب يرتفع بثورة سبتمبر إلى السماء ويقول إنها الثورة الأم ويذهب للحديث عن فضائلها…. نحن معه 
خطاب لايكاد اثر الاول ينتهي إلا وقد ذهب بنا الى زاوية معتمة تقسم البلد إلى أقسام وعنا الغرض معروف، خطاب يقول بأن " ثورة سبتمبر ثورة زيدية"!!!، يكون السؤال، لماذا محاولة طمسها؟؟ على ان القول السديد لايمكن ان يسمح بالاساءة للمذهب الزيدي المحترم ولذلك يكون القول الصحيح أن ثورة سبتمبر 62 ثورة كل اليمنيين… تعبيرا عن قناعة كل اليمنيين بضرورة التغيير القصوى… 
لا نريد هنا أن نكرر الخطأ بالشتائم  لعهد ماقبل الثورة، بل نقول إن الثورة قامت ضد اوضاع وصلت بالشعب اليمني الى ماقبل الحضيض ومن لايزال في رأسه شك ليعيد قراءة الأنة الأولى للنعمان والموجهة إلى الحاكم ويرى ويحكم…. 
أن تقول بتصحيح مسار الثورة وتعتبر أن نضال اليمنيين طوال سبع سنوات ضد محاولة العودة الى الماساة  " حربا اهلية"، نقول وبالمنطق والعقل… لا.. بل دفاع عن الثورة والجمهورية في وجه الملكيين ومن دعمهم السعودية… 
إن محاولة الدخول إلى صفحات التاريخ من باب الكراهية والتجريف لن يؤدي إلا إلى ثورة مثل ثورة سبتمبر العظيمة لإعادة المسار إلى طريقه… 
هالني ما رأيته في كتاب" التربية الوطنية" للصف الثامن، هالني إنكار كل شيء، فإذا كان القائمون على مايسمى إعادة تصحيح المناهج يقولون بالتصحيح فكيف يتحول الالغاء الى تصحيح، ومضحكة هي المقدمة المفتتح للكتاب حين تتحدث عن التغيير، وتغفل ثورة هم بفضلها دخلوا المدارس وتعلموا، لكنهم لم يجيدون التعلم، فقد درسوا صفحة واحدة وأغلقوا بقية الكتاب!!!، أما التربية الدينية فلا حول ولاقوة الا بالله، وان يؤتى بشاعر عمره من عمر الفعل الاخير ان كان فعلا… 
أن خطابا آخر لا يعير معظم فئات الشعب اليمني يؤسس لصراع لن يبقي ولن يذر، شعب يواجه شعب لمجرد أن نظرة فردية ترى في قناعة الناس خروجا حتى عن الدين الذي يكيف حسب الأهواء… 
لقد وضعت يدي على قلبي والخطيب عبر إذاعة محلية في حفل ذكرى وفاة الإمام زيد عليه السلام وهو يردد : " من كان منكم زيديا"!!، وبقية الشعب اليمني الذي تتحدثون عنه ليل نهار اين ذهب؟؟!! هل يراد من الاخر ان ينبري ويقول : من كان منكم شافعيا!!! الحذار الحذار
لقد وضعت يدي على قلبي يوم أن كتب زميل مهنة يبشر بالجمهورية المتوكلية، ووضعتها على قلبي وذلك الخطيب يقول إن 60 عاما كلها كذب!! نفس منطق بعض الجمهوريين في انكار ان حياة قبل الثورة لم تكن موجودة!!! أقول كانت هناك حياة قاسية إلى درجة الجنون.. صدقوني ان ثورة سبتمبر لا يمكن الغاؤها فقد ترسخت في أذهان أجيال وللجميع مثل ونموذج احتفالات الناس العفوية وبالذات فئة الشباب… وخذوا اذا اردتم نموذجا حيا لصعوبة إلغاء ما ترسخ، فكلما مر الوقت وزادت محاولات دفن عبدالناصر زادت شعبيته اشتعالا…. والذين يفكرون  يعملون من اجل الغاء سبتمبر الثورة الاحتفال والاحتفاء بثورة اكتوبر، يصح القول إنها ثورة يمنية لا يمكن تجزئتها…سبتمبر رسخها نصر السبعين اكتوبر 30 نوفمبر 67… 
إن تصحيح المسار لكل ما هو معوج يجب أن يقوم على الأخذ بعين الاعتبار قناعات كل الناس وصهرها في بوتقة واحدة تتحول الى مشروع لليمنيين جميعا باتجاه المستقبل يقوم على الدستور والحرية والديمقراطية تحت سقف القانون، لايعلى يمنيا على يمني ولا يلغي يمنيا يمنيا زيود وشوافع تحت مظلة ان الدين دين الجميع وعلى حق الجميع وأبو بكر وعمر للجميع… وأن التدين علاقة بين الخالق والمخلوق بدون وساطة ولا اذن من احد…. صدقوني من الان ان خطابا يذهب بالناس الى دائرتي نحن وانتم بدلا عن نحن لوحدها، خطاب مدمر يذهب الجميع الى اتون النار.. الابلغت….
 غير ذلك ونتيجة لهذا التجريف فلنهيئ أنفسنا  لصراع لايبقي ولايذر… 

خيوط