لا تخيفني السبّابة، أنا الزناد.
لا صوت للألم الحاذق
لذلك لا صوت لي؛
لأن لأصابعي صوت "الخراطيش"
ولقلبي صوت اسطوانة روليت روسي.
وحين لا يعجبني أمرٌ..
-بتعوّد-
أحبسُ رفضي في صدري
وأدوّرها حتى تخلو .
***
لا بأس،
إنّه لأمر مهيب ..
أنْ لا يكون لكلّ شيء صوت.
لذا حين تسألني عن صمتي؛
كأنك تسألني لماذا اتألم!
***
تخيّل ثقبا في سياج من كبرياء آمن،
وأنت تصوّر غزالا مرعوبا من مفترس خلفه،
ثم لا تطلق سهما طائشا،
أو واحدا بقلب الجائع المكشِّر،
ولا حتى سهمَ الرحمة لوجبة مصدومة راكضة!
ثم تُريني صورة لقانون الغاب!
اخبرني كيف لا اتألم؟
***
تخيّل نافذة تراني منها،
سائرة على رصيف من الماء،
فوقي غيمة ستصحو،
قربي عمود من النور ،
في ليلة يقف الطير منتفضا على رأسها،
وحين يسير ظلّي على حطام زجاج
وأصل تحت نافذتك تلك؛
أتكسّر..
شاعرةً بالجروح
واقفة أنزف على رصيف من القلوب
مطعّنةً باسمِ النور
مجذوبةً للحقيقة،
ثم تريني صورة لقانون القلب!
اخبرني كيف لا تتألم؟
***
إنّه لأمرٌ عجَب،
أنْ يكون هناك شاهد على جريمة قتل؛
يرى ناب الانانية مشتولاً في خصر البراءة،
ويسمع صوت احتدامِ القسوة واللين،
ثم في محكمة الحياة يرى الصورة،
إنّه لأمرٌ مقدّسٌ أن يشهدَ،
إنّه لأمرٌ عزيزٌ أن نشعرَ،
اخبرني إذن .. كيف لا نُدينُ؟
كيف نبقى واقفين؟
كيف لنا ألّا نتألم؟!
سبتمبر ٢٠٢٢