مشكلة أي مجتمع هو في مستوی الوعي العام والذي يحددُ أسلوب حياته وطريقة نظرته ومعياره في الحكم، وليس عبر التعليم وحده.
كثيراً ما نجد شخصيات حاملة لشهادات أكايمية إلا أن مستوی الوعي لديهم متدني ولا يتواكب مع خصوصيات الوقت ويتعارض دائماً مع حقيقة ما يفترض عليه الصواب لتفادي انحراف خُلقي، إلا أنه عامل مساعد ومهم وعدم صوابية الوعي يكون ناتج عن الثقافة العامة في التلقي عبر إعلام متكرر من وسائل إعلامية متاحة تروج لمعايير حياتيه دخيلة، ودائما ما يكون طابع أبواقها سليط تحاول غرس تلك المفاهيم في العقول المتلقيه ويكون من خلال الأبواب التي تلامس حميمة المجتمع عبر الدين السائد أو العادة القديمة والتقاليد التي أتبعها الأجداد ويحدث أن تُحرف رغم نصوص واضحة وسائدة فتأتي ثقافة الحرام والعيب، وماهو عيباً في الماضي قد لا يكون عيب في الحاضر والعكس.
ثقافة النقاب مثالاً لم تكن يوماً ثقافة إسلامية ولا عادة يمنية وإنما هي ثقافة افغانية دخيلة دخلت عبر كيان سياسي ساعدته الظروف فمنح الوسائل واتخذ من الترهيب وسيلة لفرض تلك الثقافة والأحداث الكثيرة تثبت ذلك وحدث أن وصل الأمر إلی الشتم والقذف وأحياناً الاعتداء علی كل فتاة تعارض ذلك وقد يصل الأمر لأفراد أسرتها من ذكور وإناث، وايضا لكل من عارض أو كتب ولا يُستبعد أن أكون واحداً منهم بعد مقالي هذا.
ماقلته لا يبرر الهجوم والألفاض المسيئة من قبل الكثيرين علی الزوجين الذين عبروا عن فرحتهم بطريقة لائقة ومحتشمة وجميلة لا تتعارض مع النصوص الشرعية أو العادات القديمة _ قبل الثقافة الدخيلة_ علی المجتمع اليمني وإنما حاولت أن أفسر الأسباب التي دفعتهم لذلك فعقولهم الباطنة تمت برمجتها لعقود من الزمن فكان لسانهم السليط وحكمهم المعيب، ولإعادة برمجة تلك العقول من المهم الترويج للثقافة النابعة من أصل الشريعة السمحة والعادة المتجذرة التي لا تتعارض مع خصوصية الحاضر حتی لا يكون هناك انحراف خُلقي مجتمعي مثل الذي حدث ويحدث في الكثير من المجتمعات المنغلقة التي اتبعت سياسية التحريم والعزل الغير مبرر بين الجنسين فأنتشر الشذوذ بين ابناء الجنس الواحد والواقع يثبت صحة كلامي وبالأرقام.