الحكومة «المجفشة» في معاشيق

عبدالفتاح الحكيمي
عبدالفتاح الحكيمي
2021/10/20 الساعة 07:22 مساءً

 

 

ينتظرون الحكومة المُجَفِّشة في قصر معاشيق حتى باضت الدجاجة ٢١ بيضة بعدد الأيام التي قضت فيها الحكومة تؤلف وتخترع لها عن مخرج عند الناس الذين ملوا الإنتظار.
سقط شهداء وجرحى لمظاهرات الخبز والجوع في كل مكان ولم تسقط قطرة عرق واحدة من وزراء الحكومة ورئيسهم.


انخفض سعر الصرف ٢٠ ريالًا فقط لمدة يومين من ١٣٧٠ والعقوبة أقسى وأمَرّ بانطلاقة صاروخية للأسعار بمئات وآلاف الريالات تحدث في كل سلعة أو خدمة خلال أيام فقط في ظل أسوأ حكومات الأدغال.

 

وجود الحكومة أو بقاؤها في ظل هذا الأداء المهزوز مثل عدمه بالضبط.
جاءوا ليغسلوا فقط فساد حكومة الشراكة وإنقاذ سمعة ألشريك الذي وضعوه في الواجهة والبرواز أو استهوته لعبة الظهور على انفراد.. ولم يقصر في اتخاذ اللازم بكل كرابيج المتاحات, حتى نتوقع بعد كل العنجهية التي ضربت الشارع الجنوبي في عدن وحضرموت وتعز بالترهيب والحصار الداخلي والتطويق إن هناك هذه الأيام من سيخرج بأفواج مليونية لمباركة سياسة التجويع والترويع والقهر !!.

 

حكومة سعر الصرف وصميل المليشيات.. وليباركنا الرب بهذا الصمود الأسطوري وأرصدتهم الشخصية تتضخم بمزيد من الأرقام نحو المليارات وما فوقها.


مجرد تصريحات إعلامية وحملة بهرجة إنجازات وهمية فارغة لحكومة التجويع التي لم تضع بيضتها حتى الآن إلا أن رئيسها أصبح فعلياً أقرب إلى خيار مقاومة صراخ الناس بعد رحلة نصف يوم بنصف مليون دولار ثمن تذكرة سفر رحلة القاهرة والعودة.


تتصرف الحكومة ورئيسها ببرود كأننا إزاء مفاجأة إعادة سعر صرف الريال الواحد بدولار, والناس تجاوزت قصة ولعبة الدولار لتطالب حكومة الثلج هذه بمقياس إعادة مستوى الأسعار قبل فهلوة الدولار..


وأي حكومة عاجزة عن رقابة السوق والتجارة والبضائع لا يعول عليها الخوض في تحدي لعبة أسواق الدولار.. ولنا في ما مضى عبرة فالوديعة المالية لم تغير واقع الأسعار لعجز أدوات الحكومة وضميرها المفقود.

وأول هروب مدوي للحكومة وإعلان فشل ذريع لها إن أسعار السلع في فترة تواجدها بعدن ارتفعت بأضعاف ما كانت عليه قبل أشهر.


منذ عودة رئيس الحكومة فقط ارتفعت أسعار الدقيق ٤٠% والزيت ٥٠% والصابون ٤٠% السكر ٣٠% الغاز المنزلي ٣٠% المواصلات ٧٠% وهلم جرا ..بينما لم يتجاوز ارتفاع سعر الدولار ٢٠ % فقط خلال تواجد شتات الوزراء الأخير في عدن عن ما كان عليه قبل الوصول الموقر لحضراتهم.

 

ثم نقف بعد ذلك عند دعوة الأستاذ العزيز فتحي بن لزرق للصحافيين والناشطين بالتضامن مع الناس ومعاناتهم وجوع الفقراء وحقوقهم وكأن هؤلاء المبتلين بداء الكتابة يغرقون في جنات النعيم بفائض من التخمة والرفاه وليس باعتبار معظمهم في أسوأ مراحل حياته المعيشية والدرك الأسفل مما لا يتخيله عاقل.


لنتضامن مع أنفسنا في كل الأحوال ولنخرج بكل المتاحات السلمية للتعبير عن رفضنا لأداء حكومي غير مشرف ولا مقبول ولا يرجى معه أي تحسن في المعيشة أو إيقاف التدهور, فمهما أغلقوا من محلات صرافة وغرافة إلا أن الناس يكتوون بنار الأسعار ولا يهمهم أسعار صرف الدولار مثل أولئك النفر المُباركين الذين يتقاضون مرتباتهم بالعملة الصعبة والسعودي والأسترليني, وزادوا في التمادي بتعيينات جديدة في الخارج بالدولار في وظائف لا تمثل أولوية ولأناس كل مؤهلاتهم المحسوبية والقرابة والشللية مثل ما حصل في مهزلة مركز القاهرة الثقافي وغيره وإهدار المال العام يتحدى فقر الناس وغيضهم وصبرهم إزاء هؤلاء المتصرفين بالمال العام وكأنه تركة خاصة بوالديهم والأقربين.


ما الذي ستضيفه أحرف وكلمات وتعبيرات كتاب وصحافيين ليست أقوى وأغلى من دماء سكبها بسخاء شبابنا في تظاهرات الخبز والكرامة, في رسالة بليغة لم تقرأها الحكومة جيداً أنه طفح الكيل فإما أن تعتدلوا أو تعتزلوا!!