لماذا قتلوا الوصابي باسمك يا رسول الله؟!

عبدالفتاح الحكيمي
عبدالفتاح الحكيمي
2021/10/17 الساعة 07:18 مساءً

 

 

عفواً يا سيدي يا رسول الله, ففي القلب أكثر من غصة واختناق وحزن وألم.
تحول الإحتفال بيوم مولدك الشريف إلى مشكلة ومعضلة في بيوت الفقراء والأغنياء.. 
فكنا نحتفل بمولدك بقلوبنا 
واليوم أراد المنافقون أن نحتفل بك عنوة بجيوبنا.

ولم نعرف أن محبتنا لرسول الله سوف تتحول إلى مصدر نصب واحتيال واستغلال وتجارة خرق ورنج وطلاء أخضر وزيوت ومصابيح تحتكر بيعها شركة واحدة لكبار لصوص المرحلة, ومشروع أستثماري لمشاعرنا وعواطفنا تجاه من نحب, ويتم نهب ما تبقى لنا من فتات بالقهر والحيلة والتهديد والوعيد واخراجنا من الملة لو أنكرنا عليهم.

عفواً سيدي يا رسول الله الذي نعرفه وليس الرسول الذي اخترعته لنا شياطين عبدالملك الحوثي وعصابته من جرف سلمان ومتاهات مَطْرَة.
وها هم اليوم يتاجرون باسمك الشريف بعد أن ساقوا أبناءنا واحبتنا إلى محارق الموت والهلاك باسمك أيضا وباسم نصرة الدين والجهاد في سبيل الرنج الأخضر والشعار الأغبر, فأصبحنا نقتل بعضنا البعض بزعم نصرة الله ورسوله وليس دفاعاً عن كرسي السيد المزعوم, ألطاغية الأشر وشعاراته الضالة..

ولا نقبل النصيحة والتناصح بيننا في ترك البغي والإثم والعدوان والبغي على أرواح وأموال الناس بالباطل, ونعتبرها قمة الفداء والشهامة والشرف.. فنسينا عبرة بني إسرائيل في ذلك(كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه).

عفواً مولانا يا رسول الله, لا نستطيع الإحتفال بهذه الطريقة المشينة المستخفة بالعقول ومهينة لكرامة البشر, ودعوتك جاءت لتُعلي من شأن الإنسان والتكريم الإلهي وبسط قيم العدل والمساواة.

هل تصدق أنهم قتلوا في صنعاء أمس أحد الشبان(عبدالباري الكرمدي) من أبناء وصاب السافل لرفضه تعليق شعارات المسيرة الطُّغيانية على واجهة منزله, وتلطيخ الجدران بالأخضر وشخابيط الشعار, وحكموا عليه بالردة ومعاداة الله ورسوله.
ولا أحد استنكر ما جرى, ومنعوا التحقيق في الجريمة أو دفن المغدور به في مقابر المسلمين, واعتبروه كافراً مات على بدعة ومعصية ولي الأمر. 
قتلوه عند عتبة بيته أمام أطفاله وزوجته والديه وأسرته, دون خوف من الله أو وازع من ضمير أو أخلاق!!.
عفواً سيدي يا رسول الله لن نحتفل بهذه الطريقة التي تنتهك أرواح الناس وتستبيح أموالهم وأعراضهم وتتعدى على حرمات بيوتهم وسكينتهم المفقودة أصلاً.
لن نحتفل ونحن في حالة حداد على ما يجري لنا من مصائب أرادوا مباركتنا لها باسم المولد.
فمن لم يقتل في الجبهات يذبح في العتبات.. ومن لا يتزين بالأخضر يذيقونه الموت الأغبر.
هكذا هي مصائبهم كرنفالات وأهازيج مميتة ونحن بشر لا نرضى عن الظلم والبشاعة والقتل باسم رسول الله ومولده, ولا تطرب نفوسنا لمنكرات جاهلية وجنون جبل مران وحيدان ومطرة.
عفواً يا رسول الله ليس لدي ثمن بيضة أو رغيف ولا غاز هذه الليلة لعائلتي حتى أشتري خرق وطلاء ومصابيح المناسبة المفتعلة, وسوف أقرأ في هذا المساء سورة ياسين والرحمن على روح وطن يستبيحه أراذل القوم بزعم الإنتماء إلى سلالة خارقة فوق البشر,خلقت من غير طين الله اللاّزِب..
وسأدعوا مع كل الخيرين ورافضي الظلم والبهتان على كل من يقتل بريئاً أمام بيته وعائلته باسم رسول الله ثم يواري فضيحته ويغسل جرائمه بغطاء المولد والأحتفال.

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

والله غالب على أمره.