صنعاء.. بين حفيد الهادي والجرافي ورشوة المولد

عبدالفتاح الحكيمي
عبدالفتاح الحكيمي
2021/10/09 الساعة 08:05 مساءً

 


يقيم المهرجانات والاحتفالات البشرية الهادرة بزعم إحياء المولد النبوي الشريف, ثم يحارب الدعوة إلى الله ورسوله بإغلاق وتخريب بيوته التي إذن الله أن يرفع ويذكر فيها اسمه.

بلغت عبادة عبدالملك الحوثي وتقديسه لذاته الأستكثار على خالقه الصلاة وتلاوة القرآن في مساجده, لأنه شرك بالعبادة التي يسعى الرجل لأشاعتها لنفسه.


نهبت مليشيات صعدة المستعارة في صنعاء وذمار وعمران وأب أموال الناس بالباطل بزعم إقامة المولد النبوي, ونفذت حملة مداهمات وإغلاق ظالمة وقبيحة للمساجد وتحويلها لوكندات مقيل واستراحات لجماعة يوسف الهادي حفيد حفيد صاحب مذهب الخراب والدمار, والمُلاّ حسين المراني الملقب  ب(طالبان صنعاء) بعد حملته الشهيرة على مُجَسَّمات ملابس النساء الداخلية وقصات الشعر وسراويل الشبان وهواتف اللمس والهَمس!!.


وربما أخذت الغَيْرة أيضاً يوسف الهادي بعد توليه شؤون المساجد, وأن اسم جده مؤسس المذهب الهادوي المعروف لم يظهر على أي مسجد جديد في اليمن منذ أكثر من ألف سنة, فتختلط دوافع إغلاق وهدم الجوامع أكثر  بمخزون ديني رهيب !!.    
 

 

   * غزوة الجرافي*

لم ينسوا قبيل المولد النبوي دس مجموعة استمارات حزبية وكتيبات(تحريض) في دواليب جامع الجرافي التي لم تفتح خاناتها منذ عشرين سنة إلا يوم بحث أعداء الله عن ذريعة للأستيلاء على المسجد الذي بناه وسط صنعاء مؤسسه الدكتور إبراهيم الجرافي على نفقته الخاصة طوال مراحل.
ولكي تكتمل تمثيلية الأحتيال ونهب بيوت الله تعالى نفذوا حملة عسكرية تالية موازية في صنعاء على أحد جوامع من يسمون حلفائهم (جماعة محمد الإمام ومحمد طاهر أنعم) للتغطية على إن إغلاق جامع الجرافي ليس محاربة لمذهب ديني معين.
 

وتماهى أصحاب جامع الإمام مع الدور وصرخوا وزعبقوا بافتعال كضرورة للدعاية أنهم مستهدفون أكثر من الزيدية, وهذا دورهم المرسوم بالضبط الذي يُرضي جماعة السيد المولى الحليف.

 

تكررت هذه النغمة والطريقة ذاتها من قبل تهديم الأرهابيين الحوثيين لجامع النهرين وسط صنعاء قبل سنة, فيغلقون ميكروفونات السلفيين في ذمار ويهدمون أو يصادرون إلى الأبد جوامع أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والرافضين لظلم وجبروت طاغوت جرف سلمان.
تحولت ذكرى المولد النبوي الشريف إلى وسيلة نهب الفقراء وغيرهم باسم النبي, وكل الأموال المتحصلة باسم المناسبة حرام إلى جيوب حرامية, لأنها تنتزع من الناس بالإكراه والتهديد والوعيد, وليست المناسبة لا فريضة ولا سنة بل بدعة مؤذية على طريقة السلاليين يقصد بها إذلال الناس وحشرهم إلى موت الجبهات, وتنفيرهم من الإسلام, على عكس غاية صاحب الرسالة الخاتمة.

 

والفرق كبير بين من يريد الإحتفال بالمولد النبوي ببساطة وبين توظيفه كمناسبة عظمى لابتزاز الأموال والتظاهر بالتدين والورع الشديد الذي تفضحه جرائمهم.  
  
تزينت صنعاء بالخرق الخضراء والشعارات بأموال الفقراء ومن لا يملكون قوت يومهم بعد فرض المليشيات سلب أموال الناس بالقوة.

 

وتخفي مظاهر الإحتفال المهيب خلفها أكثر من مؤامرة وخنحر مسموم في خاصرة دين الله وتجفيف الدعوة.
فالجامع الذي لا يهدمونه أو يغلقونه يميتون فيه ذكر الله وعبادة الخالق بمقاطعة المصلين لأئمة وخطباء النفاق وترك صلاة الجماعة والمساجد(ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها).

 

وخراب المساجد ليس في تدمير البنيان وحده, وإنما يقصد به أكثر إفراغ بيوت الله من الذاكرين, لأن أعمار المساجد ليس بالحجارة والزخارف والنقوش والفرش بل بالذاكرين الله كثيراً والذاكرات.

 

ولأن الدين هو النصيحة والحق, يترصد ورثة فرعون السلاليين كلَّ ما يُذَكِّر الناس بالله وقيم العدل والحق كي لا يكون التذكير بها حجة على ظلمهم للناس في الدنيا والآخرة.

 

 

* أبو بكر- عبدالملك *

خطة منهجية شاملة مدروسة لشرعنة الإستمرار في الحرب الظالمة لصالح مشروع حكم الاستبداد العائلي العنصري تشمل تدجين كل قنوات ووسائل التواصل الروحية والفكرية من المساجد إلى المدارس وتمييع دورها في التنوير والتثوير .. فالولاء لشرعنة الحاكم المتسلط مُقَدمة على الولاء لله وحق عبادته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والأخذ على يد الظالم وكبحه ولو بالخروج عليه.


فسبق تجفيف المناهج والتعليم تخريب المساجد, وليس آخرها إلغاء خطبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه الشهيرة من مقرر اللغة العربية للصف التاسع : وُلِّيْتُ عليكم ولست بخيركم, فإن رأيتم فِيّ اعوجاجاً فقوموني, وأن رأيتم فِيّ صلاحاً فأعينوني) .. إلخ .. واستبدلها فرعون العصر الصغير بادعاء تفضيل الله لهم واصطفائهم على باقي الناس والعباد, وأن طاعتهم واجبة من طاعة الله, وأن فجروا وكفروا وظلموا واستباحوا, وعاثوا في الأرض الفساد(والله لا يحب الفساد) الآية.


لذلك يشيع عبدالملك وأخوته وأصهاره من خلال مدرسي التربية الإسلامية بالمدارس والمخيمات ومساجد النفاق أنهم قرناء القرآن, وعدم إقرار الناس بولايتهم القسرية الظالمة هو كُفر بواح يُخرج صاحبه من ملة الإسلام !!.

 

أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خطبة الولاية الشهيرة يبرئ ذمته بمساواته بغيره من البشر, وهم يزعمون اصطفاء الله لهم وتمييز سلالتهم المجهولة النسب .. ويطلب أبو بكر تقويم اعوجاجه, وهم يكرهون الناس على رؤية اعوجاجهم وفسادهم وظلمهم على أنه قمة الصلاح والزهد والتقوى.
ولا يزال أمثال عبدالملك الحوثي يرون خصومة أمثال أبي بكر الصديق بسبب خطبته الذهبية تلك كونها تساوي الحاكم المُنْتَخب بالرعية المحكومين, وتنزع منه صفة الأستعلاء ومزاعم الأفضلية العرقية العنصرية والقداسة.

 

كانت أمنيتهم إيجاد ثغرة في القرآن لإضافة ما يشتهون وحذف ما يكرهون, تماماً كما يحرفون اليوم معاني ومقاصد الآيات المُحْكَمَة لتأبيد التسلط والعبودية فاستبدلوها بتزوير مناهج وكتب التعليم وحشوها بخرافة الأصطفاء الإلهي المزيف, وملأوا المخيمات والبدرومات الثقافية السرية بهلاوس ووساوس أشنع تستهدف مصادرة العقل واختطاف الروح والجسد لتثبيت ديكتاتورية التسلط العائلي تحت خدعة الجهاد في سبيل الله.!!.

 

اما أكبر وأعظم جهاد في سبيل الله في اليمن اليوم هو تخليص الناس من فساد من يفرض عليهم الحرب الظالمة, ومحاربة الدعوة والدعاة وبيوت الله, وأزهاق النفوس البريئة وأكل أموال الناس بالباطل لإقامة مجد شخصي زائف لا يستحقه على أنقاض مأساة ودمار وطن وشعب.