الواقع انه لم يبقى من اتفاقية الرياض غير الإسم( اتفاقية الرياض) فقد فُرغت من محتواها تماما والتي كانت عليه غداة التوقيع فكل فترة تلغي الرياض وابو ظبي فقرة من الفقرات او تعدلها وهكذا . فلم يعد هناك مثلاً حديث عن دمج قوات الانتقالي العسكرية والامنية بوزارتي الدفاع والداخلية كما نصت عليه الاتفاقية ولم يعد هناك لواء من الحرس الرئاسي يدخل الى عدن ليتولى حراسة المعاشيق ولم يعد هناك حديث عن تسليم الاسلحة الثقيلة بل اصبح الحديث هو عن الفصل بين القوات وانسحاب قوات وهذا يعني ان الانتقالي سيشارك في الحكومة وتحت يده عشرات الألاف من الجنود مسلحين باحدث الأسلحة ويأتمرون بأمره لا بامر هادي او الدفاع وبالطبع عندما تكن هناك اشياء لا تعجبه فانه سيقوم بتحريك تلك القوات وسوف تتدخل بعدها الرياض وابو ظبي من اجل التهدئه والطلب من ( الشرعية ) تقديم التنازلات من اجل تفويت الفرصة على المتربصين باليمن كما يحدث في كل مرة !! نفس موقع حزب الله في الحكومة اللبنانية والذي تنتقده الرياض ومع ذلك تطبق نموذج مماثل له في اليمن . يحدث كل هذا التفريغ والتحوير لاتفاقية الرياض وهادي جالس في زوته يمضغ القات ويصدر التصريحات المكتوبة . تفريغ اتفاقية الرياض من محتواها يذكرني بشنطة جدتي رحمها الله فقد كان لها شنطة حديد كبيرة عليها رسم( البراق والكعبة) موضوعة في غرفتها تضع فيها بعض الحاجات الخاصة بها التي تتناولها من وقت الى آخر مثل الزبيب والتمر والفصوص والحلاوى وكانت هذه الشنطة مغلقة باقفال حديد والمفاتيح متدلية في رقبة جدتي لا تفارقها وعندما كانت تفتحها فإننا انا وابن عمي نسارع بالطلب منها بإن تذيقنا من بعض ما بداخل الشنطة فتفعل رحمها الله ولكن بقدر معلوم لا يشبع نهمنا ولإن جدتي رحمها الله كانت قد شاخت وخف نظرها كثيرا فقد كانت دائمة الجلوس في (زوة ) المكان وتمسك بالسبحة لتذكر الله فكنت انا وابن عمي نتفق على افراغ ما بداخل الشنطة من حلويات بصورة تدريجية عن طريق فتحها بنزع المسامير من الخلف وعندما كانت جدتي تسمع اصوات عند الشنطة تسارع الى القول : من به عند الشنطة والله الذي يقرب منها اني باافعل وافعل ؟ ولأننا كنا قد اصبحنا نعرف قُدرة جدتي جيدا فإننا لم نعد نخاف منها ونقول لها ؛ ما فيش احد يا جده والمفاتيح عندك ، ثم نواصل الفتح من خلف الشنطة بينما تقوم جدتي بوضع يدها على صدرها وتتحسس المفاتيح فتطمئن لو جودها وتعود الى مسبحتها من جديد وهكذا كررنا العملية اكثر من مرة حتى افرغنا الشنطة من محتواها واصبحت جعف ولكنها ما تزال تحتفظ بهيبتها ومكانتها واسمها داخل البيت ( شنطة جدتي ) .. رحم الله جدتي على الاقل تم تفريغ شنطتها من دون علمها ورضاها ..#كمال_البعداني