هو هكذا إذن،
يشبه وجه الله الذي رافق أحلامي الطفولية
وردي اللون كوجنة طفل بعد حمامٍ ساخن
وناعم كورقة الفلّ الخضراء على شرفتي،
هو هكذا إذن،
يحمل من الفرح ما يحطّم مرايا الانتظار
ومن الحزن ما يملأ جيوب أيتام الحرب،
هو الحب هكذا
شهقةُ مستمرة،
وبسمةٌ عريضة
لا تصفرّ خريفاً ولا تذبل؛
أن أرى صورتك في صدر البيت،
ولا ألقي بالاً إن قالوا إنها مرآة؛
هو أن تنحتني بنظراتك
فأتشكّل بمرونةٍ كما تريد،
أعود لأصولي الطينية
فلا أسمع إلا همس ترابٍ وماء؛
هو ألا يترك صوت الموج في ذاكرتي
إلا صدى يشبه صوت أحرف اسمك،
ألا يمرّ الوقت كما أعرفه،
فيزحف في طريقي إليك،
ويقفز عن أكتافنا عندما نلتقي
كهرٍّ مذعور،
هو أن ينسى قلبي أنه شجرة،
ويركض خلفك مغمضَ العينين
لا يريد مشاهدة خط النهاية؛
أن تتذكر ذاكرتي الهرمة كلّ التفاصيل،
ثيابك،
حركاتك،
كلماتك التي قلتها والتي لم تقلها أيضاً؛
وأن تجتر اذناي رسائلك الصوتية طوال الوقت،
فأسمعك طوال وكأنك مختبئٌ في جيب القميص؛
هو أن أتورط دون قصد،
وأقص حبل الدلو الذي أوصلني للقمر النائم أسفل البئر،
وأظن أنك حلم
أو بطلٌ خياليٌ لقصيدة
سيموت بعد أن أضغط "نشر"،
هو أن أقف وسط الطريق
أتمايل هناك مع الريح
وأتذكر ميلان رأسك حين إشعال السيجارة
فيحترق رأسي؛
وأن أتذكر كيف قصصت عليك الحكايات كشهرزاد،
فأركض وأكمم أفواه كل الديكة بالقرب،
هو هكذا إذن
غامض كصوتٍ قادمٍ من الغرفة الفارغة،
وواضح كتعاسة أهل هذه المدينة؛
مشرقٌ كشمس ظهيرةٍ صيفية،
وضبابي كوجهك خلف الدخان؛
الحب أن أملأ الفجوة المتمددة بيننا
بكلمة "أحبك"
ونلتقي عند الباء ضاحكَين،
هو أن تكون أنت فقط
"الفتحة" التي تُنهي كلماتي،
وتصير كلّ كتاباتي ممهورة بطابع الحسن على ذقنك.