على بعد ( ميلين) من المركز (رجوزة) في برط محافظة الجوف وتحديدا بالقرب من قرية (رهيمات) مابين (مداجر) و(رجوزة) و(ظلام) .
كان الزبيري ورفاقه خارجين من (برط) في طريقهم الى (خمر )و كان الشهيد( الزبيري) يمشي متبخترا وهو راكب على (حمار) ،بعد ان رفض ركوب (الخيل ) و ركبها (القاضي ) الارياني (وهو الذي اورد تفاصيل العملية في مذكراته) ، كما ركب على الخيل رفيق الزبيري الاستاذ (احمد النعمان ) وكان معهم كذلك مجموعة من وجهاء اليمن امثال الشيخ (الزنداني والمقدمي والمروني والقاضي محمد السياغي ) وغيرهم .
في ذلك المكان وحوالي الساعة (السابعة والنصف ) من صباح الخميس (١) ابريل ١٩٦٥م ، هوى (الزبيري ) على الارض من على ظهر (الحمار ) وهو يقول (الله ، الله ، الله ) وكانت هذه آخر كلماته قبل ان يفارق (الحياة) بعد اختراق قلبه (الطاهر ) بثلاث طلقات ، اخترقت القلب الذي طالما نبض بالحب لليمن .
كان اول الواصلين اليه (القاضي ) محمد احمد السياغي واخذ يصيح (. قتل الزبيري مات الرجل الذي وهب حياته للشعب )، بعدها تسارع الناس وجاء (مشايخ) (ذو حسين ) واخذوا يكسرون اجهزتهم (اغماد ) الجنابي . ويقصون من لحاهم . تعبيرا عن تعيبهم من الحادث . (وقد تم القبض على القتلة ولكنهم فروا بعد شهور قليلة ). تم حمل الجثمان الى (العنان ) .
في اليوم الثاني الجمعة (٢) ابريل وصلت طائرة من (صنعاء) وعليها رئيس الوزراء (الفريق ) حسن العمري. تم حمل الجثمان ومن كان معه ، وفي مطار صنعاء كان قائد القوات العربية (المصرية ) في اليمن على راس المستقبلين ومعه الوزراء وكل (صنعاء ) تقريبا ، تم الصلاة عليه في (الجامع ) الكبير ، وانطلق الموكب الذي لم تعرف له صنعاء مثيل الى مقبرة (الشهداء) وسط البكاء من الرجال والنساء ممزوجاً بزغاريد (النساء)، ووري جثمانه هناك .
بعد الدفن وقف على قبره صديقه ورفيق دربه (احمد النعمان ) وحاول ان يلقي كلمة تأبينية للفقيد ولكنه لم يستطع اكمالها فقد كانت دموعه تسبق كلماته . فختمها بقوله ( ان من واريتموه الى مقره الاخير هو الزبير القائل
بحثت عن هبة احبوك يا وطني
فلم اجد لك الا قلبي الدامي ،
وها هو قد اوفى وقدم هذه الهبة بعد ان استقرت الرصاصة الغادرة في قلبه المؤمن الكبير )،،،، رحم الله الشهيد محمد محمود الزبيري المولود في (بستان السلطان ) في العاصمة صنعاء عام (1910م) ، رحم الله الزبيري من سجن وتشرد وتعذب واستشهد من اجلنا ، رحل ورحل معه فكره الوطني الذي غُيّب عنا (جهلا وتجاهل) ، حتى اننا لم نعد نعرف عن الزبيري الا انه شارع طويل في قلب العاصمة ممتد من (باب اليمن ) الى منطقة (عصر) #كمال_البعداني