((مشكلة الحكم العصبوي المتخلف أنه يسعى إلى تحويل المجتمع كله إلى عصبيات متناحرة ليجلس هو على اشلائها)). ** الدكتور محمد عبدالملك المتوكل.
كان الناس عندنا قبل صدور لائحة الخمس لا يعترفون بمن يزعم الإنتماء إلى آل البيت, أما بعد ظهور اللائحة مؤخراً فأنكروا عليهم حتى حق المواطنة .. فالفتنة الطائفية العنصرية التي استهدف بها مغتصبوا السلطة مصالح الغالبية العظمى من الشعب بلائحة قانون الخمسة أقرب إلى زلزال اجتماعي, فوق الصدمة .. وسيستمر !!.
وهكذا يبدو أن عائلة بدر الدين الحوثي( الهادوية الجارودية) أرادت بلائحة قانون الخمس( المُشوَّه) فقط حل عقدة رفض أهل الزيدية لها واستمالتهم بعطايا المال العام والخاص على طريق ضربهم لاحقا بباقي المكونات كدروع بشرية .
أما من تواصلتُ شخصياً معهم ومقربون من قيادات الصف الأول للحوثيين فزعم بعضهم إن اللائحة هي( إعادة اعتبار) ونتاج تهميش تاريخي وحرمان طويل ومصادرة وانتقامات تعرضوا لها على يد سلطات جمهورية متتالية وزعامات قبلية ودينية متعاقبة بعد ثورة سبتمبر ١٩٦٢ م.!!.
فهل من يمارس عقلية الانتقام الجماعي من الكل ضد الجميع يؤتمن أو يصلح لحكم وبناء وإدارة دولة عدالة ومواطنة متساوية.؟.
والحالات الفردية كنتاج للصراع السياسي لاتبرر الانتقام من شعب بكامله وتقنين السطو على الثروات باسم شرع الله المفترى عليه لثأرات سياسية محدودة وأشخاص بعينهم لقوا من الحوثيين أكثر مما فعلوا هم بهم, مثل الإنتقام المضاد من بيت الشيخ عبدالله الاحمر وأولاده أو صغير حمود عزيز وعثمان مجلي وقيادات الإصلاح بلا استثناء وحتى من وقف معهم في الحروب الستة أيضاً من عبدالله عيضة الرزامي والشيخ صالح هبرة وسواهم , ولا يُسَوِّغ تجريف ونهب كل أموال وممتلكات وعقارات وتجارة ومؤسسات المعارضين في صنعاء وغيرها رغم ما حول مثدر بعضها من علامات استفهام .؟.
قد توجد مظالم محدودة حلت ببعض رموز النظام القديم بعد ثورة ٢٦ سبتمبر المجيدة إلا أن الحقيقة هي وجود فئة لصوصية محترفة اليوم في سلطة الحوثيين المستجدة تريد تمييز نفسها ومعيشتها الحرام عن باقي عباد الله بما فيهم بعض مسمى (الهاشميين) الذين ميزتهم عن الآخرين في الظاهر لكنها وضعتهم أيضا في مرتبة التسول, وكواجهة لا أكثر لنهب ثروات وأموال البلاد والعباد باسمهم كفقراء ومساكين وأبناء سبيل أقرب إلى أهل الذمة والمؤلفة قلوبهم.
قصمت لائحة الخمس ظهر المحسوبين على مسمى( الهاشمية) التي زعم الحَوَثة دفاعهم عن حقوق اصحابها, وكأن الغرض منها حركة صدام اجتماعي مضادة مقصودة لذاتها تتحقق بوادرها الآن كتفاعل أولي له ما بعده من خراب .. فظاهرها إعادة الاعتبار المفتعل لابناء العمومة(الحبايب مؤقتاً) وباطنها احراقهم مع باقي ركام الشعب المستغفل في طاحونة العاصفة.( تذكروا استهلال محمد عبدالملك المتوكل في مقدمة المقال).
لعلهم عشرات فقط من تضرروا من رموز وعائلات حكم الأمامة السابق أو غيرهم ممن فقدوا مغانم سلطة الماضي .. وحتى هؤلاء اعادت معظمهم مصالحة ١٩٧٠ م الوطنية إلى مائدة السلطة وخزينة بيت المال وبركات اللجنة الخاصة السعودية, وكثير من الرموز المحسوبة عليهم انتعش نهمها للحرام والتطفل في عهد علي عبدالله صالح الطويل جداً الذي كافؤوه بالثلاجة, ومنهم اليوم متربحون ومليارديرات العدوان الداخلي الداخلي( ست سنوات) المعروفون بسيماهم , ولكنهم لم يشبعوا ولن يكتفوا على ما يبدو, ولا يملأ أعينهم حتى التراب.
أما شرفاء ما يسمى ب( الهاشمية) فاكتفوا بسوق عشرات آلاف أبنائهم وفلذات اكبادهم إلى المقابر والاكفان بخمسين ألف ريال شهرياً ودبة زيت وفاصوليا فقط لا غير.
ولكن لصدمة الوعي ثمنها واكتشاف حقيقة أن كل تلك الدماء منهم فيها أيضاً تمييز .. ولا قضية لهم في سبيل الله حقيقة إلا تنصيب مراهق جاء من خلف الجبال ليتولى ويستولي على رقابهم ويفدونه معها بزينة الحياة الدنيا.
تذكروا أن ٥٠ % على الأقل من قادة ثورات ٤٨ , 55 , سبتمبر ١٩٦٢م هم ممن يطلق عليهم البعض اليوم( هاشميين) وأن اصطفافهم السابق ضد نظام توريث وفساد صالح لا يعني رضاهم بهيمنة صبية الجبال وأصابع الخميني والضاحية الجنوبية الخبيثة في البلاد .. فهؤلاء جمعوا بين يمنيتهم وأصالة طباعهم وإن لم تروهم فسوف ترون منهم !!.
تذكروا جيداً إن السلطة ضاقت على علي عبدالله صالح عندما حُوصر من داخله وليس بتأثير شعارات شارع الجامعة والستين ولا دعوة توكل كرمان لاقتحام مجلس الوزراء.
أما الأخت رضية المتوكل إبنة محمد عبدالملك نفسه فتستميت في الدفاع عن الخُمُس أمام هيئات الخارج الدولية تحت بند( التمييز الإيجابي) مدفوع الاتعاب مقدماً .. وليس كل ابن الوز عوام بالضرورة فرحمة الله على أبيها.. فالقيَم لا تورث, تماماً مثل تركة أموال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما نحن قوم( اي الأنبياء) لا نُوَرِّث) .. والتزلف للروابط الصهيونية بأمريكا بغطاء( كلنا أقليات) أقل من الغباء ذاته.
وفرق شاسع جداً بين من يريد تمييز نفسه اجتماعياً والاستعلاء والاستكبار على بني البشر بدعوى( الحق الإلهي) والعنصرية اللاهوتية( الكنيسية) البغيضة, وبين من وقع عليه ظلم حقيقي من غالبية الشعب بتسلط فئة وعصابة دينية(عصبية سلالية) بقوة السلاح ودناءة الأخلاق وسؤ الطباع ونهب الثروات العامة ودوس الكرامة والحريات بالتغلب والقمع الدموي.
فأوروبا كلها عانت من هيمنة سلطة الاركليس الديني الكاثوليكي (الذي تمثله الحوثية عندنا بفجاجة) ودفعت ثمناً باهضاً اكثر من غيرها لاستعادة كرامة الإنسان وعزته بالثورات.
* التحايل على الله *
تشريع الله في حكم غنيمة الخمس( مُحْكَم) واضح قطعي الدلالة والثبوت وما قاله الأستاذ الفقيه حسن زيد وزير شباب الانقلاب عن اختلاف الفقهاء وسؤال أبي حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل عن الخمس لا يبرر الاجتهاد مع نص قطعي بالضرورة, فالإجماع أن سهم النبي انتهى بموته( أي لا توريث) وحق ذوي القربى كما أفصح بن زيد مختلف عليه, وهو ليس كذلك بقوة دلالة النص وليس بالتأول, والأصح أنه حق ذوي قربى المجاهدين وليس قرابات الرسول التي انقطع ذكرها ومعرفة هويتها قبل ١٤٠٠ سنة, فالنص يخاطب الغانمين بما عليهم تجاه أقاربهم تماماً كما في قسمة التركات( وإذا حضر القسمة أولو القربى فارزقوهم) لأن القرآن لم يقرن قرابات رسول الله باسمه التي يستدل بها المحرفون لكتاب الله على أنها تعني( آل بيت الرسول, وأبناء عمومته الهاشميين) لتمرير شهوات التسلط.. بما فيها (قل لا أسألكم عليه اجراً إلا المودة في القربى) التي لا يطلب فيها الرسول اجراً ماليا له ولا لأقاربه يومها على تبليغ الرسالة أكثر من مراعاة قريش لما بينه وبينها (شخصيا)ً من أواصر قرابة وانتماء رمزي وصلة رحم, ولا يقصد بها كما يذهب المحرفون وجوب طاعة الناس لاقاربه من بعده( كورثة له) أو أفضليتهم على غيرهم, وهذا ما يستغله الزاعمون بالانتساب لرسول الله ولزوم أخذ ما للنبي في القرآن ( السهم) .. بل إن حكم الخمس المخصوص في الغنائم تجمد منذ آخر الفتوحات الإسلامية وتعلق حكمه إلى أجل مسمى كما سيأتي, إلا إذا تفاجأنا بغزوات حوثية إلى أمريكا وإسرائيل ولندن !!.
أما ألذي يزعم من العنصريين أن ألله أعطى من يسمون ب( الهاشميين) وأمر لهم بحصة الخمس في سورة الانفال بالقرآن بدلًا عن صدقات عامة المسلمين فهذا دليل ضدهم على خروج من الملة بأن القرآن لا يخص كل الناس.. فكتاب الله بنظرهم مجرد رسالة عنصرية وليست( كافة للناس) وليس هدف الرسول صلى الله عليه وأهله وسلم تبليغ الدعوة إلى عقيدة التوحيد بل كان في رحلة ترانزيت يحمل في طريقه شيكاً الهيا على بياض هدية مختومة من أرحم الراحمين لأولاد عمومته وأقاربه خصوصاً بعد توطد علاقته الشخصية بجبريل عليه السلام .!!.
ويعكس تمسك الاستاذ حسن زيد بما لذي القربى ليس لمغرم مالي(ظاهرياً) بل أكثر من ذلك تكريس وهم وزعم خرافة الإنتماء لسلالة رسول رب العالمين في أذهان الناس ليس لمجرد الحقيقة المدفوع بصحتها إن وجدت ولكن لتغذية دوران عجلة الابتزاز التاريخي على ظهر نبي الله وتكريس التمييز العنصري السلالي في كل زمان ومكان.. وكأن من يزعمونه جدهم لم يقل( الناس سواسية كأسنان المشط/ لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى.. إلخ احاديث جوهر المساواة والعدالة في رسالة دين الإسلام وليس دين الشيطان.!! والعياذ بالله.
* تعليق حكم الخُمُس *
نزلت آية الخُمُسْ في القرآن الكريم في غنائم المحاربين لدعوة التوحيد : واعلموا أن ما غنمتم من شيء(أثناء القتال) فإن لله خُمُسَهُ ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان( أي يوم تقاتل محاربوا الدعوة من الكفار ومقاتلوا الإسلام في موقعة بدر) ..( الأنفال: ٤١).
ولا ندري إن من يحرف كلام الله من بعد مواضعه مؤمن به أم تجاوز الكفر إلى اختراع قرآن واله آخر.
ليس لقانون الخمس بعد ١٤٠٠ عام على الرسالة السماوية أي أصل شرعي ملزم في القرآن الكريم والسنة النبوية مثل كثير من الأحكام الخاصة بزمنها ووقتها فقط, تدور مع ظهور العلة والسبب إن وجدت .. وآية الخمس في سورة الأنفال حكمها( خاص) بالنبي صلى الله عليه واهله وسلم في زمانه, تختص فقط بتفويض محدود في أموال غنائم محاربي الدعوة إلى الله (وليس أي كافر ولا الكافر غير المحارب للدعوة) .. وحق الله تعالى لنفسه في الخمس, هو تخصيص جزء من غنائم محاربي دعوته(بالسلاح والرجال) لاقامة مساجد يذكر فيها اسمه أو مرافق عامة عقوبة ونكالًا لمن حارب الدعوة بالمال الذي وهبهم ألله(ثم يكون حسرة عليهم) .. ولا ينطبق حكم غنائم الخمس على قتال المسلمين وبغيهم بينهم على بعضهم البعض, لأن سبب الحكم يدور على من حارب الدعوة إلى الله وليس أي معتدي آخر مسلم, ولا كافر آخر ..( وقاتلوا في سبيل الله( أي في سبيل الدعوةلتوحيده) الذين يقاتلونكم ( أي يقاتلونكم لدعوتكم إلى التوحيد) ولا تعتدوا أن ألله لا يحب المعتدين( أي لا تعتدوا على الكفار الذين لم يقاتلوكم في الدين) بحسب سورة الحشر( لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم أو يخرجونكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم) بل لزم البر والاحسان لمحايدي الكفار واعتبار منهم ( المؤلفة قلوبهم) لو أمكن .
وقد توقف وتعلق حكم آية الخمس لسببين أولًا : أنها اقتصرت زمنيا بالتنفيذ على الرسول وحده دون غيره ليضع حداً لنزاع مقاتلي المسلمين المتصارعين على الغنائم .. وكذلك لأن عدالة توزيع غنائم الحرب لا تؤتى إلا لمراتب الأنبياء وليس اللصوص وقطاع الطرق .. تماماً كما أن الذي يصدر القانون ولوائحه وتعديله على هواه هو معتدي باغي ومغتصب لسلطات وحكم الدولة والشعب( غير ذي صفة) وفاقد للآهلية والهوية ومحرف لكتاب الله وسنة رسوله, وعقوبته أشد من الكافر باختراعه دين وشرع جديد من غير عند الله ..
والسبب الثاني لتعليق حكم الخمس الخاص فقط بغنائم الحرب أنه إنطوت صفحة زمن الغزوات والفتوحات دفاعاً من العدوان على دعوة التوحيد.. فأصبح حكم آية الخمس( مُعَلَّقاً) بظهور أسبابه من عدمها إلى وقتها, على عكس أحكام شرع الله النافذة الأخرى في المواريث, والشهادات, والمعاملات التجارية, والربا وحدود القصاص, والزنا, والخمر .. الخ.
ولمعرفة أصهار عيال بدر الدين المشرعنين بعدم وجاهة ولا جدوى خمس غنائم حروب الكفار والردة( غير الموجودة اصلاً) تحايلوا بغطاء شعار( حق الخمس) لنهب الثروات النفطية والمعدنية والذهب والجواهر وكل ثروات باطن وظاهر الأرض والبحار كغنيمة بمسمى( الركاز) فركزوا بدين رب العالمين لنهب العباد.. فهل آية الخمس( اي غنيمة محاربي الدعوة) تختص بالثروات المسماة اصطلاحا ب(الركاز) أم هي جريمة دينية وتعديات على حرمات احكام الله في القرآن وتزويرها .. فسورة الأنفال من بدايتها الآية الأولى ١( يسألونك عن الأنفال( غنائم الحرب) تتحدث عن تقسيم غنائم محاربي الدعوة بين مقاتلي جيش المسلمين وتسرد قصص المعارك وفضل من يقتل في سبيل الله وجزاؤه في الدنيا والآخرة, وليس فضل من ينهب ثروات وأموال عباد ألله باسم أرحم الراحمين, ليضع ألله بذلك حداً لفتنة الأموال لا أن ينبشها.
ولا بد من رفع دعاوى احتساب قضائية لوجه الله الكريم ضد التحريفيين الذين يقولون هو من الكتاب/ ومن عند الله وماهو من عند الله.. فذلك أخطر من الردة والكفر .. بل يحمل عقوبتهما معاً, عدا دعاوى جنائية مقابلة أخرى بالشروع في السطو على المال العام والخاص بقوة السلاح وتعريض السلم الاجتماعي والأهلي لخطر الاحتراب الطويل, وهو غاية ومقصد مشرعي لائحة قانون الخمس على ما يبدو.
* الإمام علي والعنصرية *
قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:
إن آل محمد من اتبع هَدي محمد وأن بَعُدَت لحمته, وعَدُو محمد من ابتعد عن هدي محمد وإن قربت لحمته.. قال جل وعلا: إن أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه).
فعظمة الإسلام أنه قدم علاقة انتماء الناس في الدين فوق الأنساب وقرابات الدم والهُوِّيات الاجتماعية الصغيرة.
والفضيحة الاشنع أن المشرع السلالي في لائحة القانون( التنفيذية) أعتبر أموال وثروات الدولة( نفط, غاز ,ثروات معدنية, غاز ,ذهب, الماس, حيوانية, بحرية, وغيرها) كلها غنائم حرب .. كما أن أموال صيادي الأسماك وثروات البحر وحتى مراعي المواشي في محافظة أِب وذمار وحجة وصعدة وغيرها غنائم مستباحة, في نية مبيتة لسرقة الأموال العامة والخاصة ألتي هي ملك الشعب كله.. وأعطى العنصريون لانفسهم في لائحة الخمس( سهم الله وسهم النبي) فأرحم الراحمين أصبح منهم وإليهم , ولا فرق بالضرورة لهم حق ورث حصته ماداموا هم أبناء رسوله (بزعمهم) ولاحقا أبناء الله واحبائه امعاناً في اليَهْوَدَة والتَّنَصُّر .. لذلك يكرهون اليهود لأنهم ينازعونهم صفة الاصطفاء والاختيار, ويبالغون في شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل( تُقية) لإخفاء حقيقة توافق طباعهم ومزاجهم ومكائدهم المتشابهة للإسلام والمسلمين.
* لم يقتنعوا بالصدقات *
يزعم البعض أن هناك من شرّع بعدم جواز أخذ من يطلق عليهم ( هاشميين) من أموال زكاة عامة المسلمين .. وهذا افتراء واضح لأن آيات الزكاة والصدقات في عموم المسلمين دون استثناء.. وعندما سأل أحد تلامذة جامعة صنعاء بروفيسورا مشهور قبل اغتياله عن الأدلة الشرعية لذلك, قال أنها لا تحتاج إلى دليل لأنها معروفة. !! أو سفسطة( المودة في القربى) التي تعني احترام قريش لعلاقة رسول الله الاجتماعية بهم وليس توريث أقاربه(ص).
وإنما بسبب هلع رؤوسهم وتهافتهم على الأموال الحرام بالباطل إرادوا الأخذ من ما نسبته أكبر ٢٠ % وليس من زكاة الفطر أو زكاة المال الضئيلة ٢.٥% أو ربع العشر مما لا يملأ عيون وبطون أولاد الحرام( وإذا بطشتم جبارين).
ييالغون في التمسك بآية الخمس رقم ٤١ من سورة الأنفال للاستدلال افتراءً على أن ذوي القربي المقصودين هم أقارب رسول الله .. أما الحديث الذي لفظه ( وفي الركاز الخُمُس) فلا يقصد به ما يكتشف من ثروات وطنية عامة( نفط, معادن, مناجم ذهب وغيره) تحت الأرض وإنما الأموال المصكوكة من الذهب والفضة التي دفنها أصحابها القدامى أو طمرت وعثر عليها بالمصادفة, وهي نادرة الحدوث .. ولا يجوز شرعاً استبدال حكم الله في القرآن في مسألة واضحة كخمس غنائم الحرب بحديث نبوي في حكم مسألة أخرى (خمس اللُّقْيَة المدفونة) فذلك تدليس لفظي في أحكام واضحة اللفظ والدلالة شبيه بالإسرائيليات .. ولهذا كما يقول الباحث الفقهي الأستاذ محمد عزان ألذي كان مقرباً من حسين الحوثي : فإن التشريعات المسربة عن الحوثيين في أن خمس ثروات البلاد خاص ببني هاشم, مجرد( سَطْو مُتَغَلِّب) وليس لها أصل شرعي أو أخلاقي, وليست حجة على احد)).
والمهم في النبي صلى الله عليه وسلم رسالته وليس سلالته , على قاعدة( من بَطَّأ به عَمَله لم يُسرِّع به نَسَبُه) وأِن أكرمكم عند الله اتقاكم .. وتحذيره صلوات ربي عليه ممن يأتون آخر الزمان( يزعمون أنهم مني, وليسوا مني) وهم عائلة بدر وشمس وشرف الدين وأشباههم المشاط, الحاكم, ممن تقام لهم المحاكم جزاء تشويه إنسانية وعدالة الرسالة , وتحويل الإسلام من دين رحمة إلى فتنة عنصرية ونقمة.
إذن فقانون آية الخمس ليس له علاقة مطلقاً بمن يسمون ب( الهاشميين) بل خاص بأسرة سلالية عنصرية لذاتها هي عائلة( بدر الدين الحوثي) وليس كلها ولكن في مقدمتهم عبدالملك ويحي وبعض اعمامهم واصهارهم أمثال مفتري الديار اليمنية المزعوم شمس الدين محمد شرف الدين وقاسم الحمران .. وأن غالبية فئة( الهاشميين) العظمى ضحايا أكثر من غيرهم حتى دُفِن أبناؤهم( ومعظم اسرهم واقاربهم ) فدية لأصحاب مشروع (الوهم الإلهي) واتسعت لهم مقابر العدوان الداخلي عن باقي اليمنيين.. والمرجح أن عبدالملك بدر الدين أراد بقانون الخمس شغل هؤلاء بفتنة اجتماعية شاملة مع باقي اليمنيين للتخلص من مسؤوليته عن طاحونة الموت العبثي الذي طال اعز ما يملكون.
** ولم يكتفِ السلاليون بتأجيج عدوانهم الداخلي على الشعب بحرب ٦ سنوات بل وأشعلوا معها اليوم بجريمة الخمس أسوأ محنة وفتنة اجتماعية في تاريخ اليمن القديم والحديث.
وهذا مقتطف من مقالة( ألهاشميون ليسوا عصبية ولن يكونوا) للدكتور الراحل محمد عبدالملك المتوكل يلخص فيها محاذير استغلال المتمسيدين للعصبيات لتوطين الاستبداد :
مشكلة الحكم العصبوي المتخلف أنه يسعى إلى تحويل المجتمع كله إلى عصبيات متناحرة ليجلس هو على اشلائه, ولا يقلق النظام العصبوي الا حين يسود السلام والوئام أفراد المجتمع, ولهذا فإنه يعمل بكل همة على دعم كل خلاف وتنمية كل صراع بين أفراد المجتمع ويمول المتصارعين بالسلاح من مخزن واحد, ويضيق إذا رفع أحد شعار التصالح والتسامح).
** محمد عبدالملك المتوكل.
مقال : الهاشميون ليسوا عصبية ولن يكونوا. ٣ نوفمبر ٢٠١٠ م.
عبدالفتاح الحكيمي/ مساء ١١ يونيو ٢٠٢٠ م --المكلا.